سليمان بن مهران الأعمش عن جعفر المنصور الدوانيقي خليفة بني العباس قال: حدثني والدي عن أبيه عن جده قال: كنا يوما عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) قعودا (1) فأقبلت فاطمة (عليها السلام) وقد حملت الحسن على كتفها وهي تبكي بكاء شديدا وتشهق في بكائها، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما يبكيك يا فاطمة لا أبكى الله عينيك "، قالت: " يا أبة وكيف لا أبكي ونساء قريش قد عيرنني وقلن لي إن أباك قد زوجك برجل (2) [فقير] (3) معدم لا مال له "، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا تبكي يا فاطمة فوالله ما أنا زوجتك، بل الله عز وجل زوجك من فوق سبع سماواته، وأشهد على ذلك جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، ثم إن الله عز وجل اطلع على محل الأرض اطلاعة فاختار من الخلائق عليا فزوجك إياه واتخذته وصيا وعلي مني وأنا منه، وعلي أشجع الناس قلبا وأعلم الناس علما وأحلم الناس حلما وأقدم الناس سلما، والحسن والحسين ابناه سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين، وسماهما الله في التوراة على لسان موسى (عليه السلام) شبر وشبير لكرامتهما على الله تعالى، يا فاطمة لا تبكي فإني إذا دعيت غدا إلى رب العالمين فيكون علي [معي] وإذا بعثت غدا بعث علي معي (4)، يا فاطمة لا تبكي فإن عليا وشيعته غدا هم الفائزون يدخلون الجنة " (5).
السادس عشر: موفق بن أحمد قال: أنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني نزيل بغداد، أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين بن علي، أخبرنا محمد بن عبد العزيز (6) أبو منصور العدل، حدثنا (7) هلال بن أحمد (8) بن جعفر الحفار، حدثنا أبو بكر محمد بن عمر، حدثنا أبو إسحاق محمد بن هارون الهاشمي، حدثنا محمد بن زياد النخعي، حدثنا محمد ابن فضيل بن (9) غزوان، حدثنا (10) غالب الحميري (11) عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن جده قال: قال علي (رضي الله عنه): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أسري بي إلى السماء ثم من السماء إلى سدرة المنتهى وقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي: يا محمد قلت: لبيك وسعديك [يا ربي] (12)، قال:
بلوت (13) خلقي فأيهم أطوع (14) لك؟ قلت: يا (15) ربي عليا، قال: صدقت يا محمد هل (16)