غاية المرام - السيد هاشم البحراني - ج ٢ - الصفحة ١٤٨
قالت له: لولا أنك مولاي ربيتني وأنت عندي بمنزلة والدي ما حدثتك بسر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولكن أجلس حتى أحدثك عن علي وما رأيت عنه: إعلم أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يومي وإنما كان يصيبني في تسعة أيام يوما واحدا، فدخل النبي (صلى الله عليه وآله) وهو فخلل أصابعه في أصابع علي واضعا يده عليه فقال: يا أم سلمة أخرجي من البيت وأخليه لنا، فخرجت وأقبلا يتناجيان وأسمع الكلام ولا أدري ما يقولان حتى إذا أنا قلت قد انتصف النهار أقبلت فقلت: السلام عليكم ألج؟
فقال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تلجي، وارجعي مكانك ثم تناجيا طويلا حتى قام عمود الظهر.
فقلت: ذهب يومي وشغله علي عني فأقبلت أمشي حتى وقفت على الباب فقلت السلام عليكم ألج؟
قال النبي (صلى الله عليه وآله): لا تلجي، فرجعت وجلست مكاني حتى إذا قلت قد زالت الشمس الآن يخرج إلى الصلاة ويذهب يومي ولم أر قط أطول منه فأقبلت أمشي حتى وقفت وقلت: السلام عليكم ألج؟ فقال النبي (صلى الله عليه وآله): فنعم فلجي، فدخلت وعلي واضع يده على ركبتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقد أدنى فاه من أذن النبي (صلى الله عليه وآله) وفم النبي (صلى الله عليه وآله) على أذن علي يتساران وعلي يقول: أفأمضي وأفعل؟
والنبي (صلى الله عليه وآله): يقول نعم، فدخلت وعلي معرض وجهه حتى دخلت وخرج فأخذني النبي (صلى الله عليه وآله) وأقعدني في حجره وألزمني فأصاب مني ما يصيب الرجل من أهله من اللطف والاعتذار، ثم قال:
أم سلمة لا تلوميني فإن جبرائيل أتاني من الله تعالى بأمر أن أوصي به علي من بعدي وكنت بين جبرائيل وعلي، وجبرائيل عن يميني وعلي عن شمالي فأمرني جبرائيل أن أمر علي بما هو كائن بعدي إلى يوم القيامة فاعذريني ولا تلوميني، إن الله عز وجل اختار من كل أمة نبيا واختار لكل نبي وصيا فأنا نبي هذه الأمة وعلي وصيي في عترتي وأهل بيتي وأمتي من بعدي، وهذا ما شهدت من علي الآن يا أبتاه فسبه أو فدعه، فأقبل أبوها يناجي الليل والنهار ويقول: اللهم اغفر لي ما جهلت من أمر علي، فإن وليي ولي علي وعدوي عدو علي وتاب المولى توبة نصوحا وأقبل فيما بقي من دهره يدعو الله تعالى أن يغفر له (1).
الحادي عشر: موفق بن أحمد قال: أخبرنا شهردار هذا إجازة، أخبرنا أبو الفتح عبدوس بن عبد الله عبدوس الهمداني هذا كتابة، حدثنا أبو طاهر الحسين بن علي بن سلمة، حدثنا أبو الفرج الصامت بن محمد بن أحمد، حدثني الحسين بن علي بن عاصم القرشي، حدثني صهيب بن عباد، حدثني جعفر عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي بن

(١) المناقب 146 / ح 171.
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثامن عشر في النص على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بأنه الولي في قوله تعالى من طرق العامة وفيه أربعة وعشرون حديثا 5
2 الباب التاسع عشر في النص على أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وبنيه الأئمة الأحد عشر بالولاية في قوله تعالى * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة) * من طريق الخاصة وفيه تسعة عشر حديثا 15
3 الباب العشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق العامة وفيه مائة حديث 23
4 الباب الحادي والعشرون في قول النبي لعلي (عليهما السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي من طريق الخاصة وفيه سبعون حديثا 72
5 الباب الثاني والعشرون في أن عليا (عليه السلام) وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبنيه الأحد عشروهم الأوصياء والأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) مضافا إلى ما سبق من طريق العامة وفيه سبعون حديثا 144
6 الباب الثالث والعشرون في أن عليا وصي رسول الله وبنيه الأحد عشر أوصياء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم الأئمة الاثنا عشر 185
7 بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة، وفيه مائة حديث وعشرة أحاديث 185
8 الباب الرابع والعشرون في أن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله) اجمالا وتفصيلا علي وبنوه الأحد عشر من طريق العامة وفيه ثمانية وخمسون حديثا 247
9 الباب الخامس والعشرون في أن الأئمة: بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) اثنا عشر اجمالا وتفصيلا هم علي بن أبي طالب وبنوه الأحد عشر: من طريق الخاصة، وفيه خمسون حديثا 270
10 الباب السادس والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بالاقتداء بعلي بن أبي طالب والأئمة (عليهم السلام) من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق العامة وفيه اثنين وعشرون حديثا 287
11 الباب السابع والعشرون في أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية علي (عليه السلام) والاقتداء بالأئمة: من آل محمد (صلى الله عليه وآله) من طريق الخاصة وفيه سبعة وعشرون حديثا 296
12 الباب الثامن والعشرون في نص رسول الله على وجوب التمسك بالثقلين من طريق العامة وفيه تسعة وثلاثون حديثا 304
13 الباب التاسع والعشرون في نص رسول الله (صلى الله عليه وآله) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه اثنان وثمانون حديثا 321