مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٦٤
بروحي قتيلا غسله من دمائه * سليبا ومن سافي الرياح له برد ترض خيول الشرك بالحقد صدره * وترضخ منه الجسم في ركضها جرد ومذ راح لما راح للأهل مهره * خليا يخد الأرض بالوجه إذ يعدو برزن حيارى نادبات بذلة * وقلب غدا من فارط الحزن ينقد فحاسرة بالردن تستر وجهها * وبرقعها وقد، ومدمعها رفد ومن ذاهل لم تدر أين مفرها * تضيق عليها الأرض والطرق تنسد وزينب حسرى تندب الندب عندها * من الحزن أوصاب يضيق بها العد تنادي: أخي يا واحدي وذخيرتي * وعوني وغوثي والمؤمل والقصد ربيع اليتامى، يا حسين، وكافل * الأيامى زمانا، بعد بعدكم، البعد أخي بعد ذاك الصون والخدر والخبا * يعالجنا علج، ويسلبنا وغد بناتك - يا بن الطهر طه - حواسر * ورحلك منهوب تقاسمه الجند لقد خابت الآمال، وانقطع الرجا * بموتك مات العلم والدين والزهد وأضحت ثغور الكفر تبسم فرحة * وعين العلى ينخد من سحها الخد وصوح نبت الفضل بعد اخضراره * وأصبح بدر التم قد ضمه اللحد تجاذبنا أيدي العدى فضلة الردى * كأن لم يكن لنا خير الأنام لنا جد فأين حصوني والأسود الألى بهم * يصال على ريب الزمان إذا يعدو؟
إذا غربت - يا بن النبي - بدوركم * فلا طلعت شمس، ولا حلها سعد ولا سحبت سحب ذيولا على الربى * ولا ضحك النوار وانبعق الرعد وساروا بآل المصطفى وعياله * حيارى ولم يخش الوعيد ولا الوعد وتطوي المطايا الأرض سيرا إذا * سرت تجوب بعيد البيد فيها لها وخد تؤم يزيدا نجل هند أمامها * ألا لعنت هند وما نجلت هند فيا لك من رزء عظيم مصابه * يشق الحشى منه ويلتدم الخد أيقتل ضمآنا حسين بكربلا * ومن نحره البيض الصقال لها ورد؟
وتضحى كريمات الحسين حواسرا * يلاحظها في سيرها الحر والعبد فليس لأخذ الثأر إلا خليفة * هو الخلف المأمول والعلم الفرد
(٣٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»