مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٦٦
وذا عابس وجها يطول أنفه * علي كأني قد قتلت له ولدا ولا ذنب لي في هجرهم لي وهجوهم * سوى أنني أصبحت في حبها فردا ولو عرفوا ما قد عرفت، ويمموا * حماها كما يممته، أعذروا حدا وظنوا - وبعض الظن إثم - وشنعوا * بأن امتداحي جاوز الحد والعدا فوالله ما وصفي لها جاز حده * ولكنها في الحسن قد جاوزت حدا وقال في حبه لعلي عليه السلام ويذكر اختلاف الناس في شخص الإمام (1):
يا آية الله، بل يا فتنة البشر * وحجة الله، بل يا منتهى القدر يا من إليه إشارات العقول، ومن * فيه الألباء تحت العجز والخطر هيمت أفكاري الأفكار حين رأوا * آيات شأنك في الأيام والعصر يا أولا آخرا نورا ومعرفة * يا ظاهر باطنا في العين والأثر لك العبارة بالنطق البليغ، كما * لك الإشارة في الآيات والسور كم خاض فيك أناس وانتهى فغدا * معناك محتجبا عن كل مقتدر أنت الدليل لمن حارت بصيرته * في طي مشتبكات القول والعبر أنت السفينة من صدق تمسكها * نجا ومن حاد عنها خاض في الشرر فليس قبلك للأفكار ملتمس * وليس بعدك تحقيق لمعتبر تفرق الناس إلا فيك وائتلفوا * فالبعض في جنة، والبعض في سقر فالناس فيك ثلاث: فرقة رفعت * وفرقة وقعت بالجهل والقدر وفرقة وقعت، لا النور يرفعها * ولا بصائرها فيها بذي غور تصالح الناس إلا فيك واختلفوا * إلا عليك، وهذا موضع الخطر وكم أشاروا وكم أبدوا وكم ستروا * والحق يظهر من باد ومستتر أسماؤك الغر مثل النيرات، كما * صفاتك السبع كالأفلاك في الأكر (2) وولدك الغر كالأبراج في فلك * المعنى وأنت مثال الشمس والقمر

(١) شعراء الحلة: ٢ / ٣٨٤ - ٣٨٥ والغدير: ٧ / 42 - 44 وقد خمسها ابن السبعي.
(2) الأئمة هم مواقع أسماء الله أو صفاته، وأنهم - كما في الحديث - ألقى في هويتهم مثاله وإرادتهم مصادر أفعاله.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 371 ... » »»