مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٦٢
فوارس أسد الغيل منها فرائس * وفتيان صدق شأنها الطعن والطرد وجوههم بيض، وخضر ربوعهم * وبيضهم حمر إذا النقع مسرد إذا ما دعوا يوما لدفع ملمة * غدا الموت طوعا والقضاء هو العبد بها كل ندب يسبق الطرف طرفه * جواد على ظهر الجواد له أفد كأنهم نبت الربى في سروجهم * لشدة حزم لا بحزم لها شدوا لباسهم نسجوا الحديد إذا بدوا * جبالا وأقيالا تقلهم الجرد إذا لبسوا فوق الدروع قلوبهم * وصالوا فحر الكر عندهم برد يخوضون تيار الحمام ظواميا * وبحر المنايا بالحنايا لها مد يرون المنايا نيلها غاية المنى * إذا استشهدوا: أمر الردى عندهم شهد إذا قللت أسيافهم في كريهة * غدا في رؤوس الدارعين لها حد فمن أبيض يلقى الأعادي بأبيض * ومن أسمر في كفه أسمر صلد يذبون عن سبط النبي محمد * وقد ثار عالي النقع واصطحب الوقد يخال بريق البيض برقا سجاله * الدماء وأصوات الكماة لها رعد إلى أن تدانى العمر واقترب الردى * وشأن الليالي لا يدوم لها عهد أعدوا نفوسا للفناء وما اعتدوا * فطوبى لهم نالوا البقاء بما عدوا أحلوا جسوما للمواضي وأحرموا * فحلوا جنان الخلد فيها لهم خلد أمام الإمام السبط جادوا بأنفس * بها دونه جادوا وفي نصره جدوا شروا عندما باعوا نفوسا نفائسا * على هجرها وصل وفي وصلها فقد قضوا إذ قضوا حق الحسين وفارقوا * وما فرقوا بل وافقوا السعد يا سعد فلما رأى المولى الحسين رجاله * وفتيانه صرعى وشادي الردى يشدوا غدا طالبا للموت كالليث مغضبا * يحامي عن الأشبال يشتد إن شدوا وإن جمعوا سبعين ألفا لقتله * فيحمل فيهم وهو بينهم فرد إذا كر فروا من جريح وواقع * ذبيح ومهزوم به طوح الهد ينادي: ألا يا عصبة عصت الهدى * وخانت فلم ترع الذمام ولا العهد فبعدا لكم يا شيعة الغدر إنكم * كفرتم، فلا قلب يلين ولا ود
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»