مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٥٩
روى فضله الحساد من عظم شأنه * وأعظم فضل جاء يرويه حاسد محبوه أخفوا فضله خيفة العدى * وأخفاه بغضا حاسد ومعاند فشاع له ما بين ذين مناقب * تجل بأن تحصى إذا عد قاصد إمام له في جبهة المجد أنجم * علت فعلت أن يدن منهم راصد لها الفرق من فرع السماك منابر * وفي عنق الجوزاء منها قلائد مناقب إذ جلت جلت كل كربة * وطابت فطابت من شذاها المشاهد إمام يحار الفكر فيه معاند * له ومقر بالولاء وجاحد إمام مبين كل أكرومة حوى * بمدحته التنزيل، والذكر شاهد عليه سلام الله ما ذكر اسمه * محب، وفي (البرسي) ذلك خالد وقال في قصيدة طويلة تبلغ 156 بيتا يمدح فيها آل البيت ويعدد فضائلهم ويرثي الإمام الحسين وهي من رائع شعره بل من رائع الشعر العربي ورائقه في المديح (1):
يمينا بها حادي السري إن بدت نجد * يمينا، فللعاني العليل بها نجد وعج، فعسى من لاعج الشوق يشفني * غريم غرام حشو أحشائه وقد وسربي لسرب فيه سرب جآذر * أسربي من جهد العهاد بهم عهد وسربي بليل في بليل عراصها * لأروي بريا تربة تربها ند وقف بي أنادي وادي الأيك علني * هناك أرى ذاك المساعد يا سعد فبالربع لي من عهد جيرون جيرة * يجيرون إن جار الزمان إذا استعدوا هم الأهل إلا أنهم لي أهلة * سوى أنهم قصدي وإني لهم عبد عزيزون ربع العمر في ربع عزهم * تقضى ولا روع عراني ولا جهد وربعي مخضر وعيشي مخضل * ووجهي مبيض وفودي مسود وشملي مشمول وبرد شبيبتي * قشيب وبرد العيش ما شأنه نكد معالم كالأعلام معلمة الربى * فأنهارها تجري وأطيارها تشدو طوت حادث الدهر منشور حسنها * كما رسمت في رسمها شمأل تغدو

(١) شعراء الحلة: ٢ / ٣٧٧ - ٣٨٤، والغدير: ٧ / 49 - 57.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»