مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٦٣
ولايتنا فرض على كل مسلم * وعصياننا كفر وطاعتنا رشد فهل خائف يرجو النجاة بنصرنا * ويخشى إذا اشتدت سعير لها وقد ويرنو لنحو الماء يشتاق ورده * إذا ما مضى يبغي الورود له ردوا فيحمل فيهم حملة علوية * بها العوالي في أعالي العدى قصد كفعل أبيه حيدر يوم خيبر * كذلك في بدر، ومن بعدها أحد إذا ما هوى في لبة الليث عضبه * فمن نحره بحر، ومن جزره مد وعاد إلى أطفاله وعياله * وغرب المنايا لا يقل لها حد يقول: عليكن السلام مودعا * فما قد تناهى العمر واقترب الوعد ألا فاسمعي يا أخت إن مسني الردى * فلا تلطمي وجها ولا يخمش الخد وإن برحت فيك الخطوب بمصرعي * وجل لديك الحزن والثكل والفقد فإرضي بما يرضى إلهك واصبري * فما ضاع أجر الصابرين ولا الوعد وأوصيك بالسجاد خيرا فإنه * إمام الهدى بعدي له الأمر والعهد فضج عيال المصطفى، وتعلقوا * به، واستغاث الأهل بالندب والولد فقال - وكرب الموت يعلو كأنه * ركام ومن عظم الظما انقطع الجهد -:
ألا قد دنا الترحال فالله حسبكم * وخير حسيب للورى الصمد الفرد وعاد إلى حرب الطغاة مجاهدا * والبيض والخرصان في قده قد إلى أن غدا ملقى على الترب عاريا * يصافح منه إذ ثوى للثرى خد وشمر شمر الذيل في حز رأسه * ألا قطعت منه الأنامل والزند فواحزن قلبي للكريم علا على * سنان سنان، والخيول لها وخد تزلزلت السبع الطباق لفقده * وكادت له شم الشماريخ تنهد وأرجف عرش الله من ذاك خيفة * وضجت له الأملاك وانفجر الصلد وناحت عليه الطير والوحش وحشة * وللجن - إذ جن الظلام - به وجد وشمس الضحى أمست عليه عليلة * علاها اصفرار إذ تروح وإذ تغدو فيا لك مقتولا بكته السما دما * وثل سرير العز، وانهدم المجد شهيدا غريبا نازح الدار ظاميا * ذبيحا ومن قاني الوريد له ورد
(٣٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 ... » »»