مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - الصفحة ٣٦٠
وأضحت تجر الحادثات ذيولها * عليها ولا دعد هناك ولا هند ولا غرو إن جارت ومارت صروفها * وغارت وأغرت واعتدت وغدت تشدو فقد غدرت قدما بآل محمد * وطاف عليهم بالطفوف لها جند وجاشت بجيش جاش طام عرمرم * خميس لهام حام يحمومه أسد وعمت بأشرار عن الرشد عموا * وهل يسمع الصم الدعاء إذا صدوا فيا أمة قد أدبرت حين أقبلت * فرافقها نحس وفارقها سعد أبت إذ أتت تنأى وتنهى عن النهى * وولت وألوت حين مال بها الجد سرت وسرت بغيا وسرت بغيها * بغا دعاها إذا عداها به الرشد عصابة عصب أوسعت إذ سعت إلى * خطاء خطاها والشقاء به يحدو أثاروا وثاروا ثار بدر وبدروا * لحرب بدور من سناها لهم رشد بغت فبغت عمدا قتال عميدها * ضغون طفاة في الصدور لها حقد وساروا يسنون العناد وقد نسوا * المعاد فهم من قوم عاد إذا عدوا فيا قلب الذين في يوم أقبلوا * إلى قتل مأمول هو العلم الفرد فركن الهدى هدوا وقد العلى قدوا * وأزر الهوى شدوا ونهج التقى سدوا كأني بمولاي الحسين ورهطه * حيارى ولا عون هناك ولا عقد بكرب البلا في كربلاء وقد رمى * بعاد وشطت دارهم وسطت جند وقد حدقت عين الردى حين أصبحوا * عتاة عداة ليس يحصى لهم عد وقد أصبحوا حلا لهم حين أصبحوا * حلولا ولا حل لديهم ولا عقد فنادى ونادى الموت بالخطب خاطب * وطير الفنا يشدو وحاد الردى يحدو يسائلهم: هل تعرفوني؟ مسائلا * وسائل دمع العين سال به الخد فقالوا: نعم أنت الحسين ابن فاطم * وجدك خير المرسلين إذا عدوا وأنت سليل المجد كهلا ويافعا * إليك، إذا عد العلى ينتهي المجد فقال لهم: إذ تعلمون، فما الذي * دعاكم إلى قتلي، فما عن دمي بد فقالوا: إذا رمت النجاة من الردى * فبايع يزيدا.. إن ذاك هو القصد وإلا فهذا الموت عب عبابه * فخض ظاميا فيه تروح ولا تعدو
(٣٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 ... » »»