وأجاب الشيخ بدر الدين الزركشي عن سؤال له في آن واحد من أقطار متباعد مع أن رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم حق بأنه صلى الله عليه وآله وسلم سراج ونور وشمس في هذا العالم، مثال نور في العوالم كلها، وكما أن الشمس يراها من في المشرق والمغرب في ساعة واحدة وبصفات مختلفة، فكذلك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولله در القائل كالبدر من أي النواحي جئته يهدي إلى عينيك نورا ثاقبا (المواهب اللدنية: 2 / 297 خصائص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم).
هذا، وتواتر حديث: (من رآني فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل مكاني - لا يستطيع أن يتمثل بي - لا يتكون في صورتي - لا يتشبه بي) (المواهب اللدنية: 2 / 293 إلى 301 ذكر خصائصه وذكر جملة من المصادر).
وفي لفظ: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) (المعجم الكبير: 19 / 297 ح 660 منه).
وقال العلماء في معناة: هو في الدنيا قطعا ولو عند الموت لمن وفق لذلك. (الذخائر المحمدية: 147).
ومعلوم أنه يتفق رؤية أكثر من شخص للنبي الأعظم في وقت واحد.
وروى الإمام الرضا عليه السلام عن رسول الله ص: (من رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي) (كشف الغمة: 3 / 120 فضائل الرضا، والأنوار النعمانية: 4 / 54).
وقال القاضي أبو بكر ابن العربي: رؤيته ص بصفة المعلومة إدراك على الحقيقة، ورؤيته على غير صفته إدراك للمثال، فإن الصواب أن الأنبياء لا تغيرهم الأرض، ويكون إدراك الذات الكريمة حقيقة، وإدراك الصفات إدراك المثال. (المواهب الدنية: 2 / 294 خصائص النبي ص، وإرشاد الساري:
14 / 502 كتاب التعبير باب من رأى النبي في المنام).
وقال القسطلاني: فإن قلت: كثير ما يرى على خلاف صورته المعروفة ويراه شخصان في حالة واحدة في مكانين، والجسم الواحد لا يكون إلا في مكان واحد؟
أجيب: بأنه في صفاته لا في ذاته، فتكون ذاته عليه الصلاة والسلام مرئية، وصفاته متخيلة غير مرئية، فالإدراك لا يشترط فيه تحديق الأبصار ولا قرب المسافة، فلا يكون المرئي مدفونا في الأرض ولا ظاهرا عليها، وإنما يشترط كونه موجودا. (إرشاد الساري: 14 / 503 كتاب التعبير باب من رأى النبي في المنام).
ومن حال كثير من العلماء وقصصهم يعلم إمكان رؤية النبي وأهل، بيته، وكما ذكر ذلك في محله. (راجع المواهب الدينية: 2 / 297 - 301، وينابيع المودة: 2 / 551 - 554، وكشف الغمة: 1 / 239 - 383 وإلزام الناصب: / 340 إلى 427، ودلائل الإمامة: 237 إلى 288 و 294 إلى 320 معاجز المهدي ومن رآه، وإعلام الورى: 396 - 425، وإرشاد الساري: 14 / 504502 كتاب التعبير، باب من رأى النبي في المنام). قالا الشيخ المرسي: لو حجب عني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين. (المواهب اللدنية: 2 / 300 خصائص النبي صلى الله عليه وآله وسلم).
وبذلك يتضح إمكان رؤية آل محمد: الآن وفي كل مكان، وتقدم أنهم أحياء عند ربهم يرزقون، بلحمهم وجسدهم وروحهم.
وهذا يدل أن الإمام حاضر عند كل إنسان لا يغيب عنه شخص من الأشخاص، لذا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن للشمس وجهين وجه يلي أهل السماء ووجه يلي أهل الأرض، فالإمام مع الخلق كلهم لا يغيب عنهم ولا يحجبون عنه) (بحار الأنوار: 27 / 9 ح 21 ومشارق أنوار اليقين: 139).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: (الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق) (كمال الدين: 1 / 221 باب 22 ح 5 والإنسان الكامل: 87).