أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣١٨
رسالاته، فقد قبلت نصيحتك (1).
وقال الصادق عليه السلام لهشام بن الحكم: " ألا أعطيك جملة في العدل والتوحيد؟
قال: بلى، جعلت فداك.
قال: " من العدل أن لا تتهمه، ومن التوحيد أن لا تتوهمه " (2) وروي عن أبي حنيفة أنه قال: أتيت الصادق عليه السلام لأسأله عن مسائل فقيل لي: إنه نائم، فجلست أنتظر انتباهه، فرأيت غلاما - خماسيا أو سداسيا - جميل المنظر، ذا هيبة وحسن سمت، فسألت عنه، فقالوا: هذا موسى بن جعفر، فسلمت عليه وقلت له: يا ابن رسول الله، ما تقول في أفعال العباد، ممن هي؟
فجلس ثم تربع وجعل كمه الأيمن على الأيسر وقال: " يا نعمان، قد سألت فاسمع، وإذا سمعت فعه، وإذا وعيت فاعمل: إن أفعال العباد لا تعدو من ثلاث خصال:
إما من الله على انفراده، أو من الله والعبد شركة، أو من العبد بانفراده فإن كانت من الله على انفراده، فما باله - سبحانه - يعذب عبده على ما لم يفعله، مع عدله ورحمته وحكمته! وإن كانت من الله والعبد شركة، فما بال الشريك القوي يعذب شريكه على ما قد شركه فيه وأعانه عليه؟ " ثم قال: " استحال الوجهان، يا نعمان " فقال (3): نعم فقال له (4): " فلم يبق إلا أن يكون من العبد على انفراده، ثم أنشأ يقول:
لم تخل أفعالنا اللاتي نذم بها * إحدى ثلاث خصال حين نبديها إما تفرد بارينا بصنعتها * فيسقط اللوم عنا حين نأتيها أو كان يشركنا فيها فيلحقه * ما كان يلحقنا من لائم فيها أو لم يكن لإلهي في جنايتها * ذنب فما الذنب إلا ذنب جانيها " (5)

١ - أخرجه المجلسي في البحار ٥: ٥٨ / ١٠٥ عن أعلام الدين.
٢ - أخرجه المجلسي في البحار ٥: ٥٨ / ١٠٦ عن أعلام الدين.
٣ - كذا في الأصل والبحار، ولعل المناسب للسياق: فقلت.
٤ - كذا في الأصل والبحار، ولعل المناسب للسياق: فقال.
٥ - أخرجه المجلسي في بحار الأنوار ٤٨: ١٧٥ / 18 عن أعلام الدين.
(٣١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 ... » »»