أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٣١٤
الحلم غصص الصبر والغيظ ".
وقال: " من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة ".
وقال: " المقادير الغالبة لا تدفع بالمغالبة، والأرزاق المكتوبة لا تنال بالشره، ولا تدفع بالإمساك عنها ".
وقال: نائل الكريم يحببك إليه، ويقربك منه، ونائل اللئيم يباعدك منه ويبغضك إليه ".
وقال: " من كان الورع سجيته، والكرم طبيعته، والحلم خلته، كثر صديقه والثناء إليه، وانتصر من أعدائه بحسن الثناء عليه " (١).
وقال جابر بن يزيد الجعفي: دخلت على أبي جعفر الباقر عليه السلام فقلت:
أوصني يا ابن رسول الله.
فقال: " ليعن قويكم ضعيفكم، وليعطف غنيكم على فقيركم، وليساعد ذو الجاه منكم بجاهه من لا جاه له، ولينص الرجل أخاه كنصحه لنفسه، واكتموا أسراركم، ولا تحملوا الناس على رقابنا، وانظروا أمرنا وما جاءكم عنا منه، فإن وجدتموه موافق القرآن فهو من قولنا، وما لم يكن موافقا للقرآن، فقفوا عنده وردوه إلينا، حتى نشرحه لكم كما شرح لنا ".
روى عبد الله بن سنان، عن الصادق عليه السلام، أنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أوحى الله إلى نبي من أنبيائه: ابن آدم، اذكرني عند غضبك أذكرك عند غضبي، فلا أمحقك فيمن أمحق، وإذا ظلمت بمظلمة فارض بانتصاري لك، فإن انتصاري لك خير من انتصارك لنفسك.
واعلم أن الخلق الحسن يذيب السيئة كما تذيب الشمس الجليد، وأن الخلق السئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل ".
وفي التوراة مكتوب: من يظلم يخرب بيته، وفي الإنجيل: ظالمون لا فالحون، ومصداق ذلك في كتاب الله تعالى: ﴿فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا﴾ (2) وقيل: إذا ظلمت من دونك عاقبك من فوقك.

١ - البحار ٧٨: ٣٧٨ / ٤ عن أعلام الدين، من قوله عليه السلام: " من مدح غير المستحق... ".
٢ - النمل ٢٧: 52.
(٣١٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 ... » »»