أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ١٥
ليس من شك أن كتاب " بحار الأنوار " لشيخ الإسلام العلامة المجلسي (ت 1110 ه‍) يعتبر من أهم الموسوعات الحديثية التي جمعت التراث الروائي، فصانته بذلك من الضياع، وحفظته من التلف، فكان أن اعتمد العلامة المجلسي - رضوان الله عليه - على مجموعة كبيرة من كتب الرواية والحديث ذكرها في مقدمة كتابه الكبير، وقد استخدم طريقة الرموز في الإشارة للكتب التي نقل عنها، فرمز لكتاب الخصال ب‍ " ل " وللكافي ب‍ " كا " ولأمالي المفيد ب‍ " جا " وهكذا..، ولم يذكر لطائفة صغيرة من الكتب رمزا ما، بل صرح بأسمائها حين نقل عنها.
ومن الكتب التي اعتمدها المجلسي ونقل عنها، كتابا " كنز جامع الفوائد " و " تأويل الآيات الظاهرة "، ورمز لهما معا ب‍ " كنز " لكون أحدهما مأخوذا عن الآخر (1).
وكتاب " تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة " للسيد شرف الدين علي الحسيني الأسترآبادي الغروي تلميذ المحقق الكركي الذي توفي سنة 940 ه‍، جمع فيه تأويل الآيات التي تتضمن مدح أهل البيت عليهم السلام ومدح أوليائهم وذم أعدائهم من طرقنا وطرق أهل السنة (2) وينقل فيه عن عدة مصادر، منها ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي (3).
وكتاب " كنز جامع الفوائد ودافع المعاند "، هو للشيخ علم بن سيف بن منصور النجفي الحلي، انتخبه واختصره في سنة 937 ه‍ من كتاب " تأويل الآيات الظاهرة " الآنف الذكر. ولذا فقد أشار العلامة المجلسي لهما برمز " كنز "، باعتبار أن أحدهما منقول عن الآخر.
ولعل هناك من يتوهم أن رمز " كنز " هو لكتاب " كنز الفوائد " للكراجكي، فينقل النصوص عن كتاب بحار الأنوار وينسبها لكتاب " كنز الفوائد " كما حصل لبعض علمائنا رضوان الله عليهم، فلعل ما ذكره صاحب

(١) بحار الأنوار ١: ٤٧.
(٢) الذريعة ٣: ٣٠٤ / 1130.
(3) أنظر تأويل الآيات: 92 ب، 101 أ، 115 ب، 118 ب.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»