كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٢٣
علي الجواد ثم ولده علي الهادي ثم ولده الحسن العسكري ثم الإمام المنتظر (ع) واستدل على ذلك بوجوه ثلاثة (الأول) النقل المتواتر من الشيعة خلفا عن سلف فإنه يدل على إمامة كل واحد من هؤلاء بالتنصيص وقد نقل المخالفون ذلك من طرق متعددة تارة على الاجمال وأخرى على التفصيل كما روي عنه صلى الله عليه وآله متواترا أنه قال للحسين عليه السلام هذا ابني إمام ابن إمام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم وغير ذلك من الأخبار وروى المخالف عن مسروق وقال بينا نحن عند عبد الله بن مسعود إذ دخل علينا شاب وقال هل عهد إليكم نبيكم كم تكون من بعده خليفة قال إنك لحدث السن وإن هذا ما سألني أحد عنه نعم عهد إلينا نبينا أن يكون بعده اثني عشر خليفة عدد نقباء بني إسرائيل (الوجه الثاني) قد بينا أن الإمام يجب أن يكون معصوما وغير هؤلاء ليسوا بمعصومين إجماعا فتعينت العصمة لهم وإلا لزم خلو الزمان من المعصوم وقد بينا استحالته (الوجه الثالث) إن الكمالات النفسانية والبدنية بأجمعها موجودة في كل واحد منهم كما هو كامل في نفسه كذا هو مكمل لغيره وذلك يدل على استحقاقه الرياسة العامة لأنه أفضل من كل أحد في زمانه ويقبح عقلا تقديم المفضول على الفاضل فيجب أن يكون كل واحد منهم إماما وهذا برهان لمي.
المسألة التاسعة: في أحكام المخالفين قال: محاربوا علي (ع) كفرة ومخالفوه فسقة.
أقول: المحارب لعلي (ع) كافر لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا علي حربك حربي ولا شك في كفر من حارب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأما مخالفوه في الإمامة فقد اختلف قول علمائنا فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره وذهب آخرون إلى أنهم فسقة وهو الأقوى ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة (أحدها) إنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة (الثاني) قال بعضهم إنهم يخرجون من النار إلى الجنة (الثالث)
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»