كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤١٨
أقول: هذا وجه ثامن عشر وهو أن النبي (ص) لما آخى بين الصحابة وقرن كل شخص إلى مماثله في الشرف والفضيلة رأى عليا (ع) متكدرا فسأله عن سبب ذلك فقال إنك آخيت بين الصحابة وجعلتني متفردا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ألا ترضى أن تكون أخي ووصيي وخليفتي من بعدي فقال بلى يا رسول الله فواخاه من دون الصحابة فيكون أفضل منهم.
قال: ووجوب المحبة.
أقول: هذا وجه تاسع عشر وتقريره أن عليا (ع) كان محبته ومودته واجبة دون غيره من الصحابة فيكون أفضل منهم قطعا وبيان المقدمة الأولى إنه كان من أولى القربى فتكون مودته واجبة لقوله تعالى (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى).
قال: والنصرة.
أقول: هذا وجه عشرون وتقريره أن عليا عليه السلام اختص بفضيلة النصرة لرسول الله صلى الله عليه وآله دون غيره من الصحابة فيكون أفضل منهم وبيان المقدمة الأولى قوله تعالى (فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) وقد اتفق المفسرون على أن المراد بصالح المؤمنين هو علي عليه السلام والمولى هنا هو الناصر لأنه القدر المشترك بين الله تعالى وجبرئيل وجعله ثالثا لهم وحصر المولى في الثلاثة بلفظة هو في قوله تعالى إن الله هو مولاه.
قال: ومساواة الأنبياء.
أقول: هذا وجه حادي وعشرون وتقريره أن عليا عليه السلام كان مساويا للأنبياء المتقدمين فيكون أفضل من غيره من الصحابة بالضرورة لأن المساوي للأفضل أفضل بيان المقدمة الأولى ما رواه البيهقي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
من أحب أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح عليه السلام في تقواه وإلى إبراهيم (ع)
(٤١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 413 414 415 416 417 418 419 420 421 422 423 ... » »»