كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٢٠
ومؤمنة وقالت الأنصار بعد ذلك يا مولانا فلا يجوز حمله على الولاء (الثالث) إن مقدمة الحديث تنفي هذا المعنى وهو قوله (ع) ألست أولى منكم بأنفسكم (ومنها) قول رسول الله صلى الله عليه وآله في ذي الثدية يقتله خير الخلق والخليفة وفي رواية أخرى يقتله خير هذه الأمة وقال لفاطمة عليها السلام إن الله اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فأخذه نبيا ثم الطلع ثانية فاختار منهم بعلك وقالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل علي (ع) فقال هذا سيد العرب قالت قلت بأبي أنت وأمي ألست أنت سيد العرب فقال أنا سيد العالمين وهذا سيد العرب وعن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله قال لعلي (ع) إن أخي ووزيري وخير من أتركه بعدي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب (ع) وسأل رجل عائشة عن مسيرها فقالت كان قدرا من الله فسألها عن علي (ع) فقالت لقد سألتني عن أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وزوج أحب الناس إليه وقال لفاطمة عليها السلام أما ترضين أني زوجتك خير أمتي وعن سلمان أنه قال رسول الله خير من أترك بعدي علي بن أبي طالب وعن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي خير البشر فمن أبى فقد كفر، وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله أفضل أمتي علي بن أبي طالب.
قال ولانتفاء سبق كفره.
أقول: هذا وجه ثالث وعشرون وتقريره أن عليا لم يكفر بالله تعالى بل من حين بلوغه كان مؤمنا موحدا بخلاف باقي الصحابة فإنهم كانوا في زمن الجاهلية كفرة ولا ريب في فضل من لم يزل موحدا على من سبق كفره على إيمانه.
قال: ولكثرة الانتفاع به.
أقول: هذا وجه رابع وعشرون وتقريره أن عليا (ع) انتفع به المسلمون أكثر من نفعهم بغيره فيكون ثوابه أكثر وفضله أعظم، بيان المقدمة الأولى ما تقدم من كثرة حروبه وشدة بلائه في الإسلام وفتح الله البلاد على يديه وقوة
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»