كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد (تحقيق الزنجاني) - العلامة الحلي - الصفحة ٤٢١
شوكة الإسلام به حتى قال رسول الله يوم الأحزاب لضربة علي خير من عبادة الثقلين وبلغ في الزهد رتبة لم يلحقه أحد بعدها واستفاد الناس منه طرائق الرياضة والترك والانقطاع إلى الله وكذا في السخاوة وحسن الخلق والعبادة والتهجد وأما العلم فظاهر استناد كافة العلماء إليه واستفادتهم منه وعاش بعد أبي بكر زمنا طويلا يفيد الناس الكمالات النفسانية والبدنية وابتلى بما لم يحصل لغيره من المشاق.
قال: وتميزه بالكمالات النفسانية والبدنية والخارجية.
أقول: هذا وجه خامس وعشرون وتقريره أن الكمالات أما نفسانية وأما بدنية وأما خارجية أما الكمالات النفسانية والبدنية فقد بينا بلوغه إلى الغاية إذ باب العلم والزهد والشجاعة والسخاوة وحسن الخلق والعفة فيه أبلغ من غيره بل لا يحاذيه في واحد منها أحد وبلغ في القوة البدنية والشدة مبلغا لا يساويه أحد حتى قيل إنه (ع) كان يقط الهام قط الأقلام لم يخط في ضربة ولم يحتج إلى المعاودة وقلع باب خيبر وقد عجز عن نقلها سبعون نفسا من أشد الناس قوة مع أنه (ع) كان قليل الغذاء جدا بأخشن مأكل وملبس كثير الصوم مداوم العبادة (وأما الخارجية) فمنها النسب الشريف الذي لا يساويه أحد في القرب من رسول الله صلى الله عليه وآله فإنه كان أقرب الناس إليه فإن العباس كان عم رسول الله من الأب وعلي كان ابن عمه من الأب والأم ومع ذلك فإنه كان هاشميا من الأب والأم لأنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم ومنها المصاهرة ولم يحصل لأحد ما حصل له منها فإنه زوج سيدة النساء وعثمان وإن شاركه في كونه ختنا لرسول الله إلا أن فاطمة عليها السلام أشرف بناته وكان لها من المنزلة والقرب من قلب الرسول مبلغ عظيم وكان يعظمها حتى أنه إذا جاءت إليه نهض لها قائما ولم يفعل ذلك بإحدى من بناته وقال رسول الله صلى الله عليه وآله سيدة نساء العالمين بالجنة أربع وعد منهن فاطمة عليها
(٤٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 426 ... » »»