ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ولا يدخلون الجنة لعدم الإيمان المقتضي لاستحقاق الثواب.
قال: المقصد السادس في المعاد والوعد والوعيد وما يتصل بذلك - حكم المثلين واحد والسمع دل على إمكان التماثل.
أقول: في هذا المقصد مسائل.
المسألة الأولى: في إمكان خلق عالم آخر واعلم أن إيجاب المعاد يتوقف على هذه المسألة فلأجل ذلك صدرها في أول المقصد وقد اختلف الناس في ذلك وأطبق المليون عليه وخالف فيه الأوائل واحتج المليون بالعقل والسمع أما العقل فنقول العالم المماثل لهذا العالم ممكن الوجود لأن هذا العالم ممكن الوجود وحكم المثلين واحد فلما كان هذا العالم ممكنا وجب الحكم على الآخر بالإمكان وإلى هذا البرهان أشار بقوله حكم المثلين واحد وأما السمع فقوله تعالى (أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم.
قال: والكرية ووجوب الخلاء واختلاف المتفقات ممنوعة (1) أقول: هذا إشارة إلى ما احتج الأوائل به على امتناع خلق عالم آخر