كتاب الألفين - العلامة الحلي - الصفحة ٣٩٦
إنها شخصية ولم نقس على النبي الإمام بل (قلنا) على النبي لما اتحدت الغاية في بعثة النبي عليه السلام مع الغاية للإمام في معظم أجزائها وعموم نفع ذلك في الأزمان بل لا يتم غاية البعثة إلا بنصب الإمام وكانت الغاية المقصودة من النبي والإمام وهي المشتركة بينهما لا تتم إلا بالعصمة فكل من حصلت تلك الغاية منه وجب فيه العصمة وشاركه فيما ذكرنا من التكريم والتعظيم والإقامة مقامه ومنه يظهر الجواب عن الثاني فإن نفي التعذيب مع وجوده عليه السلام فيهم إما إظهار الكرامة بحيث ينقاد الخلق لطاعته أو لأجل امتثال أوامره ونواهيه كما قررنا أولا يشاركه الإمام على كل واحد من التقديرين فيه لأن طاعته مطلوبة كطاعته بل طاعة لا تحتاج إلى المبالغة في الترغيب فيها والتحذير من مخالفته بقدر ما يحتاج طاعته بل طاعة الإمام تحتاج أكثر وأيضا نقول: ولما بينا مساواة الإمام للنبي في أكثر الغاية المطلوبة منه وهو علة هذا التعليق وإنما يقوم مقامه مع عدمه لم يحتج إلى ذكره بل ذكر النبي كاف عنه وعن الثالث بأنه يستلزم نفي الحاجة إلى الإمام في حال وجود النبي عليه السلام أما بعد وفاته عليه السلام فيحتاج إلى الإمام لأنه هو القائم مقامه واللطف عام لكل الأزمان والأشخاص لأنه تعالى عام الفيض والجود والكلام لا يخص عنايته تعالى بأمة دون أمة ولا بأهل عصر دون عصر وعن الرابع نمنع عود الضمير إلى الكفار القائلين لأنه عليه السلام خارج عنهم وإضمار البلد على خلاف الأصل كما تقرر في الأصول وإن سلمنا لم يقدح في مطلوبنا بل هو أدل عليه ومطلوبنا أولى بالحكم من قولكم لأنه تعالى إذا منع العذاب عن الكفار بسبب وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بلدهم فالمؤمنون الذين هم الصحابة أولى بذلك لأن النبي عليه السلام فيهم حقيقة وفي بلدهم فيشارك الإمام في هذا الحكم لمشاركته إياه في الغاية المطلوبة ونقول بالجملة كل ما دل على عصمة النبي عليه السلام دل على عصمة الإمام من غير فرق.
الرابع والستون: قوله تعالى: (إن الله لا يحب الخائنين) كل غير معصوم يمكن أن يكون كذلك ولا شئ من الإمام كذلك بالضرورة فلا شئ
(٣٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 ... » »»
الفهرست