التعليقة على الفوائد الرضوية - القاضي سعيد القمي - الصفحة ٥٨
برهانه: * (وإن منهم لفريقا يلون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله) * (1) كما أنه ليس كل من كتب الكتاب بأيديه كان كتاب الله، كما قال تعالى: * (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله) * (2) فإن الصورة والمعنى والظاهر والباطن والقشر واللب قرينان لن يفترقا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) (3) فالولاية باطن الكتاب وروحه والكتاب ظهورها، والظهور لم يكن ظاهرا إلا أن يكون له البطون.
وقوله عليه السلام: " ولمن تقول " إشارة إلى عدم عرفانه مقام الإمام عليه السلام، ولا يرى بعينه المرمدة وقلبه المنكوس إلى عالم الطبع إلا النشأة الظاهرة من الإمام عليه السلام كما رأى الشيطان بحقيقته الظلمانية ظاهر آدم عليه السلام فقال: * (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين) * (4) وقاس نفسه بظاهر آدم عليه السلام ولم ير روحانيته، فصار قياسه مغالطيا، كما ورد في أخبارنا المروية عن الأئمة عليهم السلام (5).
وهاهنا احتمال آخر: وهو أنك مع بقائك على حالك، وعدم تسليم قلبك لإمام زمانك، حتى تصير قابلا لإفاضة الحقائق وتجلي الأنوار، لا يمكنك أن تعرف هذه الحقائق، فإن السالك لا بد وأن يسلم بيت قبله إلى صاحب البيت بتوسط ولي الوقت

١ - آل عمران: ٧٨.
٢ - البقرة: ٧٩.
٣ - أصول الكافي ٢: ٣٠٤ و ٣٠٥ / ١، صحيح مسلم ٥: ٢٦ / ٣٦، مسند أحمد بن حنبل ٣: ١٧، الصواعق المحرقة: ١٤٩، كنز العمال ١: ١٨٥ / ٩٤٣ - ٩٤٤.
٤ - سورة ص: ٧٦.
٥ - انظر أصول الكافي ١: ٤٧ / 18 و 20.
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست