ذكرته بالحق أولى من البعض الذي قال ما ذكرناه.
ثم يقال له: قد وجدنا الله تعالى نعت المذكورين في الآية بنعوت يجب أن نراعيها لنعلم أفي صاحبنا هي أم في صاحبك؟ لأنه وصفهم بأن الله يحبهم ويحبونه، وهذا وصف مجمع عليه في صاحبنا مختلف فيه في صاحبك، وقد جعله الرسول صلى الله عليه وآله علما له في خيبر حين فر من القوم عن العدو فقال: (لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرار غير فرار) (1) فدفعها إلى أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين) ومعلوم بلا خلاف حالة أمير المؤمنين عليه السلام في التخاشع والتواضع وذم نفسه وقمع غضبه وأنه ما رؤي طائشا ولا مستطيرا (2) في حال من أحوال الدنيا ومعلوم حال صاحبيكم في هذا الباب.
أما أحدهم فإنه اعترف طوعا بأن له شيطانا يعتريه عند غضبه، وأما الآخر فكان معروفا بالحدة والعجلة، مشهورا بالفظاظة والغلظة.
وأما العزة على الكافرين فإنما يكون بقتالهم وجهادهم والانتصاف منهم، وهذه حال لم يسبق أمير المؤمنين عليه السلام إليها سابق في الحقيقة ولا لحقه فيها لاحق ثم قال: (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) وهذا وصف أمير المؤمنين عليه السلام مستحق له بالاجماع، وهو منتف عن أبي بكر وعمر بالاجماع لأنه لا قتيل لهما في الاسلام ولا جهاد بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وإذا كانت الأوصاف المراعاة في الآية حاصلة لأمير المؤمنين عليه السلام وغير حاصلة لمن أدعيتهم لأنها فيهم على ضربين: ضرب معلوم انتفاؤه كالجهاد، وضرب مختلف فيه كالأوصاف التي هي غير الجهاد، وعلى من أثبتها لهم الدلالة على حصولها، ولا بد