الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٤٧
قيل له، ليس كل أهل التفسير قال ما ادعيت لأن ابن جريح (١) روى عن مجاهد في قوله تعالى: ﴿وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات﴾ (٢) قال: هم أمة محمد صلى الله عليه وآله.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه وغيره قريب من ذلك وقد تأول هذه الآية علماء أهل البيت صلوات الله عليهم وحملوها على وجه معروف، فقالوا: هذا التمكين والاستخلاف وإبدال الخوف بالأمن إنما يكون عند قيام المهدي عليه السلام (٣) فليس على تأويلك إجماع من المفسرين، وقول بعضهم ليس بحجة.
فأما تعلقه بقوله تعالى: ﴿كنتم خير أمة أخرجت للناس﴾ (4) وإنهم لو كانوا خالفوا النص الجلي لم يكونوا خير أمة أخرجت للناس، فقد تقدم من كلامنا على هذه الآية وكلامه أيضا على من استدل بها على صحة الإجماع، فإنه ضعف الاستدلال بها، بما فيه كفاية لكنا نقول له هاهنا:
ألست تعلم أن هذه الآية لا تتناول جميع الأمة، لأن ما اشتملت عليه من الأوصاف من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وغيرهما ليس موجودا في جميع الأمة.
فإن قال: هي متوجهة إلى الجميع كان علمنا بأن أكثرهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر دافعا لقوله، وإن اعترف بتوجهها إلى البعض.

(١) هو عبد الملك بن جريح المكي الأموي بالولاء من المفسرين في أوائل القرن الثاني.
(٢) النور ٥٥.
(٣) انظر مجمع البيان ٧ / ١٥٢.
(٤) آل عمران ١١٠.
(٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 ... » »»