الشافي في الامامة - الشريف المرتضى - ج ٤ - الصفحة ٤٣
وادعاء صاحب الكتاب أنها في أبي بكر وأصحابه فما زاد في هذا الوضع على الدعوى والاقتراح، فيقال له من أين قلت: إن الآية في أبي بكر وأصحابه نزلت؟
فإن قال: لأنهم هم الذين قاتلوا المرتدين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا أحد قاتلهم سواهم.
قيل له: ومن الذي سلم لك ذلك، أوليس أمير المؤمنين عليه السلام قد قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهؤلاء عندنا مرتدون عن الدين ويشهد بصحة هذا التأويل زائدا على احتمال القول له ما روي عن أمير المؤمنين من قوله عليه السلام يوم البصرة: والله ما قوتل أهل هذه الآية حتى اليوم وتلا قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه) وروي عن عمار وحذيفة وغيرهما مثل ذلك (1).
فإن قال: دليل على أنها في أبي بكر وأصحابه قول أهل التفسير.
قيل له: أوكل أهل التفسير قال ذلك؟
فإن قال: نعم، كابر لأنه قد روي عن جماعة، التأويل الذي ذكرناه ولو لم يكن ذلك إلا ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام ووجوه الصحابة لكفى.
فإن قال: حجتي قول بعض المفسرين.
قلنا: وأي حجة في قول البعض ولم صار البعض الذي قال ما

(1) نقل هذا عن عمار وحذيفة الطبرسي في مجمع البيان 3 / 208 والمراد بغيرهما ابن عباس والباقر والصادق عليهما السلام.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»