إذا جاز من الرسول صلى الله عليه وآله أن يخرب المسجد الذي بنى ضرارا وكفرا فغير ممتنع إحراق المصاحف [إذا كان في تركه مفسدة] (1) وحكي عن أبي الحسين الخياط أن ابن مسعود إنما عابه لعزله إياه * ثم حكى صاحب الكتاب أن عثمان اعتذر إليه فلم يقبل عذره ولما أحضره عطاه في مرضه قال ابن مسعود منعتني إياه إذ كان ينفعني وجئتني به عند الموت لا أقبله وأنه طرح أم حبيبة عليه ليزيل ما في نفسه * (2) فلم يجب قال: وهذا يوجب ذم ابن مسعود إذ لم يقبل الندم، ويوجب براءة عثمان من هذا العيب لو صح ما رووه من ضربه).
يقال له: أما ما ادعيته وبنيت الأمر في قصة الحكم من أن عثمان لما عوتب في رده ادعى أن الرسول صلى الله عليه وآله أذن له في ذلك فهو شئ ما سمع إلا (3) منك ولا يدرى من أين نقلته، وفي أي كتاب وجدته، وما رواه الناس كلهم بخلاف ذلك.
وقد روى الواقدي من طرق مختلفة، وغيره، أن الحكم بن أبي العاص لما قدم المدينة بعد الفتح أخرجه النبي صلى الله عليه وآله إلى الطائف وقال لا تساكنني في بلد أبدا، فجاءه عثمان فكلمه فأبى، ثم كان من أبي بكر مثل ذلك، ثم كان من عمر مثل ذلك، فلما قام عثمان أدخله ووصله وأكرمه، فمشى في ذلك علي عليه السلام والزبير وطلحة وسعد وعبد الرحمن بن عوف وعمار بن ياسر، حتى دخلوا على عثمان فقالوا له: إنك قد أدخلت هؤلاء القوم يعنون الحكم ومن معه وقد كان