مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٦٥
أسكت ومه بمعنى اكفف، ألا ترى أن " أما " تتضمن معنى مهما يكن من شئ وهو حرف فكذا كلا ينبغي أن يكون حرفا وقال في قوله تعالى: * (كلا لو تعلمون) * [102 / 5] جواب لو محذوف، وفي * (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين) * [83 / 7] كلا هو ردع وزجر، أي ارتدعوا وانزجروا عن المعاصي ليس الامر على ما أنتم عليه...
إلى أن قال: وعند أبى حاتم كلا ابتداء كلام يتصل بما بعده، على معنى حقا إن كتاب الفجار لفي سجين، يعني كتابهم الذي تثبت أعمالهم فيه من الفجور والمعاصي - انتهى.
وقال ابن هشام: هي مركبة عند تغلب من كاف التشبيه ولا الناهية، وانما شددت لامها لتقوية المعنى ولدفع توهم بقاء معنى الكلمتين، وعند غيره هي بسيطة، وهي عند سيبويه والأكثر حرف معناه الردع والزجر لا معنى لها عندهم إلا ذلك.. حتى قال جماعة منهم: متى سمعت كلا في سورة فاحكم أنها مكية، لان فيها معنى التهديد والوعيد وأكثر ما نزل ذلك بمكة، لان أكثر العتو كان بها. قال: وفيه نظر [لان لزوم المكية إنما يكون عن اختصاص العتو بها لا عن غلبته، ثم لا تمتنع الإشارة إلى عتو سابق، ثم] (1) لا يظهر معنى الزجر في كلا المسبوقة بنحو * (في أي صورة ما شاء ركبك) * [82 / 8] * (يوم يقوم الناس لرب العالمين) * [83 / 6] * (ثم علينا بيانه) * [75 / 19] في مفتتح الكلام، ونحوها من الآيات الواردة في الكتاب العزيز. ثم حكى مجيئها في التنزيل في ثلاثة وثلاثين موضعا كلها في النصف الأخير. قال: ورأي الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما أن معنى الردع والزجر ليس مستمرا فيهما، فزادوا فيها معنى ثانيا يصح عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها ثم اختلفوا في تعيين ذلك المعني على ثلاثة

(1) الزيادة من مغنى اللبيب (كلا).
(٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571