كلاما، ففيه خلاف قيل: إنه مصدر لأنهم أعملوه، فقالوا كلامي زيدا حسن.
وقيل: انه اسم مصدر، ونقله ابن الخشاب عن المحققين.
ومما يدل على أنه اسم مصدر: أن الفعل الماضي المستعمل من هذه المادة أربعة: كلم، ومصدره التكليم.
وتكلم، ومصدره التكلم بضم اللام.
وتكالم ومصدره تكالما بضم اللام.
فظهر أن الكلام ليس مصدرا.
والفرق بين المصدر واسم المصدر:
أن المصدر مدلوله الحدث، واسم المصدر مدلوله: لفظ. وذلك اللفظ يدل على الحدث (1).
وهل يطلق الكلام على المعاني النفسانية إطلاقا حقيقيا أم هو مجاز؟ قولان أصحهما الثاني.
والله تعالى متكلم، والمراد بالكلام:
الحروف المسموعة المنتظمة. ومعنى كونه متكلما: أنه أوجد الكلام في بعض الأجسام كما في الشجرة التي كلمت موسى.
وما زعمه الأشعريون من أنه متكلم بلسان وشفتين! فبطلانه بديهي، فإنه لو كان كذلك لكان ذا حاسة، ولو كان ذا حاسة لكان جسما ولو كان جسما لكان محدثا، وهو محال.
وكذا ما زعمه بعضهم من أن الكلام معني قائم بالنفس، ليس بأمر ولا نهي ولا خبر، ولا استخبار، فإن ذلك لا دليل عليه، وليس هو معقولا.
ورتب بعضهم غير ذلك بأن للباري تعالى صفة قديمة تسمى الكلام، غير القدرة والعلم والإرادة، وهو باطل أيضا ببطلان المعاني والأحوال، وثبوت أمر زائد على الذات.
وكلام الله حادث بدليل قوله تعالى * (ما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث) *