مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٥٥٥
وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
" اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به ظهري " قال أبو ذر:
فوالله ما استتم الكلام حتى نزل جبرئيل (ع) فقال يا محمد اقرأ: * (إنما وليكم الله ورسوله) * - الآية. قال: المعنى:
الذي يتولى تدبيركم ويلي أموركم الله ورسوله والذين آمنوا الذين هذه صفاتهم الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون. قال الشيخ أبو علي: قال جار الله: انما جيئ به على لفظ الجمع - وان كان السبب فيه رجلا واحدا - ليرغب الناس في مثل فعله ولينبه أن سجية المؤمن يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والاحسان.
ثم قال الشيخ أبو علي: وأقول: قد اشتهر في اللغة العبارة عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم فلا يحتاج إلى الاستدلال عليه، فهذه الآية من أوضح الدلائل على صحة إمامة علي (ع) بعد النبي صلى الله عليه وآله بلا فصل (1).
ونقل أنه اجتمع جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض: إن كفرنا بهذه الآية كفرنا بسائرها وإن آمنا صارت فيما يقول ولكنا نتولى ولا نطيع عليا فبما أمر فنزلت * (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها) * (2).
قوله تعالى: * (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) * [33 / 6] روي عن الباقر (ع): " أنها نزلت في الامرة " (3) يعني في الامارة، أي هو صلى الله عليه وآله أحق بهم من أنفسهم حتى لو احتاج إلى مملوك لاحد هو محتاج إليه جاز أخذه منه.
ومنه الحديث: " النبي صلى الله عليه وآله أولى بكل مؤمن من نفسه وكذا علي من بعده " وتفسيره أن الرجل ليست له على نفسه

(١) انظر مجمع البيان ج ٢ ص ٢١٠.
(٢) البرهان ج ٢ ص ٣٧٨. (٣) البرهان ج ٣ ص ٢٩١.
(٥٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 550 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571