مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٨
واعلم أن النفس التي تتوفى وفاة الموت هي التي يكون فيها الحياة والحركة وهي الروح، والنفس التي تتوفى في النوم هي النفس المميزة العاقلة، فهذا الفرق بين النفسين.
قوله تعالى: * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها توف إليهم أعمالهم فيها) * [11 / 15] قال الشيخ أبو علي: أي نوصل إليهم ونوفر عليهم أجور أعمالهم من غير بخس في الدنيا، وهو ما يرزقون فيها من الصحة، وقيل هم أهل الرياء، * (وحبط ما صنعوا) * أي صنعهم فيها في الآخرة، يعني لم يكن لصنيعهم ثواب لأنهم لم يريدوا به الآخرة وانما أرادوا الدنيا وقد وفى إليهم ما أرادوا، و * (باطل ما كانوا يعملون) * أي عملهم كان في نفسه باطلا، لأنه لم يعمل للوجه الصحيح الذي هو ابتغاء وجه الله فلا ثواب يستحق عليه ولا أجر.
قوله تعالى: * (يوفون بالنذر) * - الآية [76 / 7] قال بعض الأفاضل: الآية قد تضمنت المدح بالوفاء بالنذر والنذر سبب نزولها باتفاق الأمة. روي عن ابن عباس أن الحسن والحسين (ع) مرضا فعادهما رسول الله صلى الله عليه وآله في أناس فقال: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك، فنذر علي وفاطمة وفضة جاريتهما صوم ثلاثة أيام إن شفيا، فشفيا وما معهم شئ فاستقرض علي من شمعون الخيبري ثلاث أصوع من شعير وطحنت فاطمة (ع) صاعا واختبزت خمسة أقراص، فوضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم مسكين فأثروه وباتوا لم يذوقوا إلا الماء فأصبحوا صياما، فلما أمسوا ووضعوا الطعام وقف عليهم يتيم فأثروه ثم وقف عليهم في الثالثة أسير ففعلوا مثل ذلك، فنزل جبرئيل بهذه السورة وقال:
خذها يا محمد هنأك الله في أهل بيتكها (1).
قوله تعالى: * (وإبراهيم الذي وفى) *

(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571