مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٤ - الصفحة ٢٩١
قرأ أبو جعفر والعباس عن أبي عمرو * (إنما أنت منذر) * بالتنوين، والباقون بغير تنوين، يعنى إنما أنت مخوف من يخاف مقامها، أي إنما ينفع إنذارك من يخافها، وأما من لا يخشى فكأنك لم تنذرهم.
قوله: * (وجاءكم النذير) * [35 / 37] النذير فعيل بمعنى المنذر، أي المخوف، ويقال جاءكم النذير يعني الشيب، قيل وليس بشئ لان الحجة تلحق كل بالغ وإن لم يشب، والانذار الابلاغ ولا يكون إلا في التخويف، قال تعالى: * (وأنذرهم يوم الأزفة) * [40 / 18] أي خوفهم عذابه، والفاعل منذر ونذير، والجمع نذر بضمتين، قال تعالى: * (كيف كان عذابي ونذر) * [4 / 16] أي كيف رأيتم انتقامي منهم وإنذاري إياهم مرة بعد أخرى، فالنذر جمع نذير وهو الانذار، والمصدر يجمع لاختلاف أجناسه.
وقوله: * (هذا نذير من النذر [53 / 57] الأولى يعني محمدا صلى الله عليه وآله.
قوله: * (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) * [13 / 7] عن أبي جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
أنا المنذر وعلي الهادي، أما والله ما ذهبت - يعني الهداية - منا وما زالت فينا إلى الساعة (1).
قوله: * (أأنذرتهم) * [2 / 6] أي أعلمتهم بما تحذرهم منه، ولا يكون المعلم منذرا حتى يحذر باعلامه، فكل منذر معلم ولا عكس، يقال أنذره بالأمر أعلمه وحذره وخوفه في إبلاغه، والاسم النذري بالضم.
وفي الحديث " لا نذر في معصية " قال بعض الاعلام: هو شامل لما إذا كان نذرا مطلقا نحو لله علي أن أتزوج مثلا، ومعلقا نحو إن شفي مريضي فلله علي أن أصوم العيد. قال: وذهب المرتضى إلى بطلان النذر المطلق طاعة كان أو معصية، وادعى عليه الاجماع، وقال: إن العرب لا تعرف من النذر إلا ما كان معلقا كما قاله تغلب والكتاب والسنة وردا بلسانهم والنقل على خلاف الأصل. قال: وقد خالفه أكثر

(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ك 3
2 باب ل 91
3 باب م 163
4 باب ن 256
5 باب ه 401
6 باب و 456
7 باب ى 571