مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢٩
فيكون في رفاهية من عيشه.
ومن أعرض عن الدين استولى عليه الحرض والجشع وهو أشد الحرص ويتسلط عليه الشح الذي يقبض يده على الانفاق فيعيش ضنكا، ونحشره يوم القيامة أعمى البصر أو أعمى عن الحجة لا يهتدي إليها.
وفي الحديث (سئل أبو عبد الله عليه السلام عن ذلك؟ فقال: والله هم النصاب، قلت: جعلت فداك قد رأيتهم دهرهم الأطول في كفاية حتى ماتوا!
قال: ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة).
هذا وقد تقدم في (عيش) مزيد بحث في الآية.
وفي الدعاء (اللهم اجعل لي من كل ضنك مخرجا) أي من كل ضيق.
ض ن ن قوله تعالى * (وما هو على الغيب بضنين) * [81 / 24] أي ببخيل، والضنين: البخيل الشحيح.
والمعنى لا يبخل بالوحي بأن يسأل تعليمه فلم يعلمه أو يروى بعضه فلا يبلغه.
قال الشيخ أبو علي: قرأ أهل البصرة وابن كثير والكسائي * (بظنين) * بالظاء، والباقون بالضاد، والحجة: الظنين المتهم، من قولهم ظننت أي اتهمت، لامن ظننت المتعدى إلى مفعولين، إذ لو كان منه لكان لا بد من ذكر المفعول الثاني، ومن قرأ بضنين فهو من الضن البخل (1).
وفي الحديث (إن لله عز وجل ضنائن يضن بهم عن البلاء، يحييهم في عافية ويميتهم في عافية) الضنائن: الخصائص من الضن، وهو ما يختصه ويضن به، أي يبخل به لمكانه منه، وموقعه عنده.
وفي حديث الدنيا (لم يصفها لأوليائه ولم يضن بها على أعدائه) أي لم يبخل بها عليهم.
وفي حديث صفات المؤمن (ضنين بخلته) أي لا يسرع إلى صداقة كل أحد، لقلة إخوان الصدق، وانقطاعه عن الخلق إلى الله تعالى، وروي بفتح الخاء أي يضن بحاجته أي لا يذكرها لاحد.
ومن كلامه عليه السلام بعد التحكيم

(1) الشيخ الطبرسي: مجمع البيان ج 10 ص 445.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445