[50 / 15] حين أنشأناكم، وعدل إلى الغيبة التفاتا، يقال (عيى) من باب تعب: عجز عنه ولم يهتد لوجه مراده.
قال الشيخ أبو جعفر في كتاب التوحيد قال: حدثني أبي بإسناده عن جابر بن يزيد قال: سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل: * (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد) *؟ قال:
(يا جابر تأويل ذلك أن الله عز وجل إذا أفنى هذا الخلق وهذا العالم وسكن أهل الجنة الجنة وأهل النار النار جدد الله عالما غير هذا العالم وجدد خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه، وخلق لهم أرضا غير هذه الأرض وتحملهم سماء غير هذه السماء تظلهم. لعلك ترى أن الله لم يخلق بشرا غيركم. بلى والله لقد خلق الله ألف ألف عالم وألف ألف آدم وأنتم في أواخر تلك العوالم وأولئك الآدميين) (1).
وفي الحديث: (دواء العي السؤال) (2) هو بكسر العين وتشديد الياء: التحير في الكلام، والمراد به هنا الجهل، ولما كان الجهل أحد أسباب العي عبر عنه به، والمعنى ان الذي عي فيما يسئل عنه ولم يدر بماذا يجيب فدواؤه السؤال ممن يعلم، والعي قد يكون في القلب وقد يكون باللسان و (أعي الرجل) أصابه العياء فلم يستطع المشي.
وفى حديث الجماعة: (فإن نسي الامام أو تعايا فقوموه) يريد العجز وعدم الاستطاعة على الفعل.
وفي حديث الأئمة (ع): (فإن أعيانا شئ تلقانا به روح القدس).
و (أعيت الخيل) أتعبت، من قولهم: (أعياني كذا) أتعبني.
والداء العياء هو الذي أعي الأطباء ولم ينجع فيه الدواء.