مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢٨٣
المترددة بين الثلتين فلا تستقر على حال، وبذلك وصفهم الله تعالى بقوله: * (مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء) *.
وعائر ووعير جبلان بالمدينة، وقد ذرعت بنو أمية ما بينهما ثم جزوه على اثنى عشر ميلا: فكان كل ميل ألفا وخمسمائة ذراع، وهو أربعة فراسخ، وتصديق ذلك ما وردت به الرواية (البريد ما بين ظل عير إلى فئ وعير) وذكر الفئ لوقوعه في الجانب الشرقي كما أن ظل عير واقع في الجانب الغربي من المدينة.
والعير: الحمار الوحشي والأهلي، والأنثى عيرة، والجمع أعيار مثل ثوب وأثواب.
ومنه حديث المسح (لان أمسح على ظهر عير في الفلاة أحب إلى من أن أمسح على خفي) (1).
وعيرت الدنانير تعييرا: امتحنتها لمعرفة أوزانها. ومنه الحديث (فرض الله المكائيل والموازين تعييرا للبخسة) أي امتحانا لها.
وعيرته به: قبحته عليه ونسبته إليه.
ع ى س (عيسى) اسم عبراني أو سرياني، ولد بناحية بيت المقدس، وقيل بأرض بابل.
قال أهل التاريخ: حملت مريم بنت عمران به عليه السلام ولها ثلاثة عشر سنة، وأوحى الله إليه على رأس ثلاثين سنة من عمره، ورفع من بيت المقدس ليلة القدر من شهر رمضان وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة، وعاشت مريم بعد رفعه ست سنين وقيل ستا وستين، وعمران بن مأتان جده وحبابه أم مريم جدته.
وعن بعض الاعلام إنه أسر بالروم فقال لهم: لم تعبدون عيسى؟ قالوا:
لأنه لا أب له. قال: فآدم أولى لأنه لا أبوين له. قالوا: كان يحيي الموتى.
قال: فحزقيل أولى لان عيسى أحيى أربعة نفر وحزقيل أحيى ثمانية آلاف.
قالوا: كان يبرئ الأكمه والأبرص.
قال: فجرجيس أولى لأنه طبخ وأحرق فقام سالما.
قيل: كان ما بين موسى وعيسى ألف

(1) من لا يحضر ج 1 ص 30.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445