مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ٢١٢
وفى الحديث: (وأعفوا اللحى) (1) هو بقطع الهمزة، أي وفروها، وقيل:
عفيت وأعفيت لغتان، وروي (أرخو) بقطع الهمزة والخاء المعجمة، وروي (أرجوا) بالجيم وأصله أرجئوا بهمزة فخفف بمعنى أخروها، ومعنى الكل تركها على حالها، إما الاخذ من طولها وعرضها للتحسين فحسن.
والطائر العافي: المستوفي الجناحين يذهب حيث شاء.
ع ق ب قوله تعالى: * (فلا اقتحم العقبة) * [90 / 11] قيل هي عقبة بين الجنة والنار، والاقتحام الدخول في الشئ والمجاوزة له بشدة وصعوبة، فقوله * (فلا اقتحم العقبة) * أي لم يقتحمها ولم يجاوزها، و (لا) مع الماضي بمعنى المستقبل. قال الشيخ أبو علي: وأكثر ما يستعمل هذا اللفظ بتكرير (لا) كما قال تعالى:
* (فلا صدق ولا صلى) * أي لم يصدق ولم يصل، وقيل هو على وجه الدعاء عليه بأن لا يقتحم العقبة، كما يقال (لا غفر الله له ولا نجا ولا سلم)، والمعنى لا نجا من العقبة ولا جاوزها، وقيل فهلا اقتحم العقبة، وقيل جعل الله الأعمال الصالحة عقبة، وعملها اقتحام لها لما في ذلك من معاندة الشدة ومجاهدة النفس.
قوله: * (فأعقبهم نفاقا) * [9 / 77] قيل الضمير للبخل، أي فأورثهم البخل نفاقا متمكنا في قلوبهم، لأنه كان سببا فيه وداعيا إليه. وقيل الضمير لله، أي فخذلهم الله حتى نافقوا ومكنوا النفاق في قلوبهم.
قوله: * (ولا يخاف عقباها) * [91 / 15] قال الشيخ أبو على: قرأ أهل المدينة وابن عامر (فلا) بالفاء، وكذلك في مصاحف أهل المدينة والشام، وروي ذلك عن أبي عبد الله (ع)، والباقون (ولا) بالواو، والمعنى ولا يخاف عقبى ما صنع بها لأنه كان مكذبا بصالح، وقيل معناه سوى أرضهم عليهم، ولا يخاف عقباها أي ولا يخاف الله من أحد تبعة

(1) معاني الاخبار ص 291.
(٢١٢)
مفاتيح البحث: الشام (1)، التصديق (1)، الخوف (3)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445