مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ٣ - الصفحة ١٠٠
أي فالظاهر مما ظهر من الثلاثة الله لكونه علما للذات المقدسة المستجمعة لجميع صفات الكمال، وما عداه منها اسم لمفهوم كلي منحصر فيه تعالى، وبينهما من التفاوت.
والظهور: ما لا يخفى.
وفي الحديث (لكل آية من القرآن ظهر وبطن).
وفي آخر (ما نزل من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن) فالظهر ما ظهر تأويله وعرف معناه، والبطن ما بطن تفسيره وأشكل فحواه. وقيل قصصه في الظاهر إخبار وفي الباطن اعتبار وتنبيه وتحذير، ويحتمل أن يراد من الظهر التلاوة ومن البطن الفهم والرواية، وقيل ظهره ما استوى المكلفون فيه من الايمان به والعمل بمقتضاه وبطنه ما وقع التفاوت في فهمه بين العباد.
و (الظهر) بالفتح فالسكون خلاف البطن، والجمع أظهر وظهور مثل أفلس وفلوس، وجاءت (ظهران) بالضم ويستعار للدابة والراحلة ومنه (لا ظهرا أبقى ولا أرضا قطع).
ومنه (الظهر يركب بنفقته) يريد الإبل القوي، فالظهر يطلق على الواحد والجمع. ومنه (أتأذن لنا في نحر ظهرنا) يريد أبلنا.
وظهر الكف: خلاف بطنها. ومنه السنة في الدعاء لدفع البلاء والقحط جعل ظهر الكف إلى السماء حين ترفع وفي الدعاء لطلب شئ (جعل بطن الكف إليها).
وظهر الكوفة ما وراء النهر إلى النجف.
ومنه الحديث (خرج أمير المؤمنين إلى الظهر فوقف بواد السلام. قيل:
وأين واد السلام؟ قال: ظهر الكوفة).
وفي حديث آخر إنه قال (إذا أنامت فادفنوني في قبر أخوي هود وصالح).
وفي آخر (إنها لبقعة من جنة عدن).
وفي الحديث (أفضل الصدقة صدقة عن ظهر غنى) لا بعد أن يراد بالغنى ما هو الأعم من غنى النفس والمال، فإن الشخص إذا رغب في ثواب الآخرة أغنى نفسه عن أغراض الدنيا وزهد فيما يعطيه وساوى من كان غنيا بماله، فيقال إنه تصدق عن ظهر غنى، فلا منافاة بينه
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب ض 3
2 باب ط 35
3 باب ظ 87
4 باب ع 105
5 باب غ 290
6 باب ف 351
7 باب ق 445