[3 / 36] وروى الزمخشري أن حنة حين ولدت مريم لفتها في خرقة وحملتها إلى المسجد ووضعتها عند الأحبار أبناء هارون وهم في بيت المقدس كالحجبة في الكعبة، فقالت لهم: دونكم هذه النذيرة. فتنافسوا فيها لأنها كانت بنت إمامهم وصاحب قربانهم وكانوا بنو مأتان رؤوس بني إسرائيل وملوكهم. فقال زكريا: أنا أحق بها عندي أختها. فقالوا: لا حتى نقترع عليها، فانطلقوا وكانوا سبعة وعشرين إلى نهر فألقوا فيه أقلامهم فارتفع قلم زكريا فوق الماء ورسبت أقلامهم، فتكفلها وكان كلما دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول لها: (أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) تكلمت وهي صغيرة كما تكلم عيسى (ع) وهو في المهد.
قوله: (إن يدعون من دونه إلا إناثا) [4 / 117] قيل يعني إلا مواتا ضد الحياة، وقيل الملائكة، وقيل مثلا للات والعزى ومناة وأشباهها من الآلهة المؤنثة، كانوا يقولون للصنم أنثى بني فلان، ويقولون إن الأصنام بنات الله، ويقرأ: إلا أنثى جمع إناث.
والأنثى: خلاف الذكر، والجمع " إناث " بالكسر.
وتأنيث الاسم: خلاف تذكيره.
وفى الحديث: " الشيطان أتى قوم لوط في صورة حسنة فيها تأنيث " كأن المراد حب الوطي.
ومثله " رأيت التأنيث في ولد العباس ".
والأسماء التي لا بد من تأنيثها ممالا علامة فيه فكثيرة، منها العين والاذن والنفس والدار والدلو إلى تمام ستين اسما.
والأنثيان: الخصيان، ومنه " في الأنثيين الدية ".
أ ن س قوله تعالى: (فإن آنستم منهم رشدا) [4 / 6] أي علمتم ووجدتم فيهم رشدا (فادفعوا إليهم أموالهم).
قوله: (آنست نارا) [20 / 10] أي أبصرتها.
والايناس: الرؤية والعلم والاحساس بالشئ.
قال ابن الأعرابي: وبهذا سمي الانس