مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٦٢٧
يظهرون غير ما في أنفسهم، والخداع منهم يقع بالاحتيال والمكر، ومن الله أن يتم عليهم النعمة في الدنيا ويستر عنهم ما أعد لهم من عذاب الآخر، فجمع الفعلان لتشابههما من هذه الجهة. وقيل معنى الخدع في كلام العرب الفساد، فمعنى يخادعون الله يفسدون ما يظهرون من الايمان بما يضمرون من الكفر، كما أفسد الله عليهم نعيمهم في الدنيا بما صاروا إليه من عذاب الآخرة. وفي الحديث " عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله سئل فيما النجاة غدا؟ قال:
النجاة أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه. فقيل له: وكيف يخادع الله؟ قال: يعمل ما أمر الله ثم يريد به غيره، فاتقوا الرياء فإنه شرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك وبطل أجرك ولا خلاق لك اليوم فالتمس أجرك ممن كنت تعمل له ".
ومثله قوله عليه السلام " هيهات لا يخدع الله عن جنته " وذلك أن من أظهر الطاعة لله وهو عاص في باطنه لا يدخله الله الجنة ولا يثيبه بذلك، لان الخديعة تجوز على من لا يعلم السر دون من يعلمه.
وخدعه يخدعه خدعا وخداعا أيضا بالكسر: ختله وأراد به المكروه من حيث لا يعلم، والاسم الخديعة.
ومنه الحديث " إياك والخديعة " أي احذرها.
ومنه " وأعوذ بك من صاحب خديعة إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أفشاها " والخدع: إخفاء الشئ، وسمي به المخدع، وهو البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير، وتضم ميمه وتفتح.
ومنه " صلاة المرأة في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها ".
وفي دعاء المؤمنين الذين حبسهم المنصور " اللهم اخدع عنهم سلطانه " أي اقطع، من التخديع: التقطيع.
والحرب خدعة وخدعة ضما وفتحا.
قال الجوهري والفتح أفصح، وجاء خدعة مثل همزة.
ورجل خدعة: أي يخدع الناس.
(٦٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 622 623 624 625 626 627 628 629 630 631 632 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614