مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥٥٦
ولما كانت الحكمة تأخذ بفم الدابة، وكان الحنك متصلا بالرأس جعلها تمنع من هي في رأسه، كما تمنع الحكمة الدابة.
وفيه " الكلمة الحكيمة ضالة الحكيم " قيل أراد بالكلمة الجملة المفيدة، وبالحكيمة التي أحكمت مبانيها بالعلم والعقل، مصونة معانيها عن الاختلاف والتهافت.
والحكيم: المتقن للأمور، والمعني:
ان الكلمة الحكيمة ربما تكلم بها من ليس لها بأهل فيلتقطها الحكيم فإنه أهل لها وأولى بها من الذي قالها، كصاحب الضالة الذي يجدها فإنه أحق بها من غيره وفيه " العلم ثلاثة " أي أصل علم الدين ومسائل الشرع ثلاثة " آية محكمة " أي غير منسوخة " أو فريضة عادلة " أي غير منسوخة من الحديث " أو سنة قائمة " أي غير متروكة. وفي النهاية القائمة:
الدائمة المستمرة التي يعمل بها.
والحكم الشرعي: طلب الشارع الفعل أو تركه مع استحقاق الذم بمخالفته وبدونه أو تسويته. وعند الأشاعرة: هو خطاب الله المتعلق بأفعال المكلفين.
وفي الدعاء " اللهم بك حاكمت " أي رفعت الحكم إليك فلا حكم إلا لك " وبك خاصمت من نازعني في الدين " وفي الحديث " في أرش الجراحات الحكومة " يريد بالجراحات التي ليس فيها دية مقدرة، وذلك أن يجرح في موضع من بدنه جراحة تشينه فيقيس الحاكم أرشها، بأن يقول: لو كان هذا المجروح عبدا غير مشين بهذه الجراحة كانت قيمته مثلا مائة، وقيمته بعد الشين تسعون، فقد نقص عشر قيمته، فيجب عشر دية الحر لان المجروح حر.
وحكيم بن حذام كان رجلا من قريش، وكان إذا دخل الطعام المدينة اشتراه كله، فمر عليه النبي صلى الله عليه وآله فقال له " يا حكيم بن حذام إياك أن تحتكر " قال في القاموس حكيم كأمير ابن حذام ككتاب: صحابي.
وأم الحكم بالتحريك: أخت معاوية عليه ما يستحقه.
ويكره التسمية بحكيم أو حكم أو خالد أو مالك أو ضرار - كذا في الحديث قيل لأنها كانت أسماء الجاهلية. وقيل لأنها أسماء إبليس لعنة الله عليه.
(٥٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 551 552 553 554 555 556 557 558 559 560 561 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614