من الناس).
قوله: (الذين هم على صلاتهم يحافظون) [23 / 9] وقوله (والذين هم على صلاتهم دائمون) قال عليه السلام:
" المراد بالأولى الفريضة وبالثانية النافلة " (1).
قيل: وفي الآية دلالة على أن المؤمن لا يجوز أن يكون مؤمنا ببعض ما أوجب الله عليه دون بعض، وفيه دلالة على عظم قدر الصلاة ومنزلتها لأنه تعالى خصها بالذكر من بين سائر الفرائض، ونبه على أن من كان مصدقا بالقيامة وبالنبي صلى الله عليه وآله لا يخل فيها ولا يتركها.
قوله: (سقفا محفوظا) [21 / 32] أي الذي حفظ من الشياطين وحجب عنهم.
قال ابن عباس: كانت الشياطين لا تحجب عن السماوات، وكانوا يتخبرون أخبارها، فلما ولد عيسى عليه السلام منعوا من ثلاث سماوات، فلما ولد محمد صلى الله عليه وآله منعوا من السماوات كلها، فما منهم أحد يسترق السمع إلا رمى بشهاب، فذلك معنى قوله تعالى:
(وحفظناها من كل شيطان رجيم) قوله: (ويرسل عليكم حفظة) [6 / 61] الحفظة بالتحريك: الملائكة الذين يكتبون أعمال بني آدم.
قال المفسر: وفي هذا لطف للعباد ليزجروا عن المعاصي إذا علموا أن عليهم حفظة من عند الله يشهدون عليهم يوم القيامة.
والحفيظ: الحافظ.
واستحفظته الشئ: سألته أن يحفظه وقيل استودعته إياه، وبالقولين فسر قوله (بما استحفظوا من كتاب الله) [5 / 44].
ويقال استحفظوا: أمروا بحفظه.
وفي الحديث المشهور " من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما " (2) قال بعض الأفاضل:
الحفظ بالكسر فالسكون مصدر قولك " حفظت الشئ " من باب علم، وهو الحفاظة عن الاندراس، ولعله أراد بالحديث هنا ما يعم الحفظ عن ظهر القلب والكتاب والنقل بين الناس ولو من الكتاب، وهذا