مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٥٠٨
على معنى يا حسرة هذا أو أنك التي حقك أن تحضري فيه، أو المعنى أنهم أحقاء أن يتحسر عليهم المتحسرون، ويجوز أن يكون الحسرة من الله على سبيل الاستعارة في تعظيم ما جنوه على أنفسهم وفرط إنكاره. قال الشيخ أبو علي:
وروي عن أبي بن كعب وابن عباس وعلي بن الحسين عليه السلام يا حسرة على العباد على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم من حيث أنها موجهة إليهم.
قوله (يا حسرتنا على ما فرطنا فيها) [6 / 31] قال الشيخ أبو علي:
قيل عليه ما معنى دعاء الحسرة، وهي مما لا يعقل؟ أجيب بأن العرب إذا اجتهدت في المبالغة في الاخبار عن أمر عظيم جعلته نداء، مثل يا حسرة على العباد ويا حسرتنا ويا ويلنا، قال وهذا أبلغ من أنا أحسر على التفريط. وحكي عن سيبويه أنك إذا قلت يا عجبا فكأنك قلت أحضر يا عجب فإنه من أزمانك والضمير في فيها قيل هو راجع إلى الدنيا، أي على ما تركنا وضيعنا في الدنيا من تقديم أعمال الآخرة، وقيل إن الهاء تعود إلى الساعة أي على ما فرطنا في العمل للساعة والتقدم لها، وقيل تعود إلى الجنة أي في طلبها والعمل لها. والمروي أن النبي صلى الله عليه وآله في هذه الآية يري أهل النار منازلهم من الجنة فيقولون يا حسرتنا.
قوله: (يستحسرون) [21 / 19] أي لا يتعبون ولا يفترون ولا يجعل لهم إعياء، من قولهم حسر كضرب يحسر حسورا: إذا أعيا وكل وانقطع.
قوله: (فتقعد ملوما محسورا) [17 / 29] أي تلام على إتلاف مالك ومحسورا منقطعا عن النفقة، بمنزلة الجمل الحسير الذي حسره السفر أي ذهب بلحمه وقوته فلا انبعاث به. وفي الحديث " الاحسار الفاقة " وقيل المحسور ذو الحسرة على ذهاب ماله.
قوله: (كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم) [2 / 167] قيل هو الرجل يدع ماله لا ينفقه في طاعة الله بخلا ثم يموت فيدعه لمن يعمل فيه في طاعة الله تعالى أو معصيته، فإن عمل فيه بطاعة الله رآه في ميزان غيره فرآه حسرة وقد
(٥٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 503 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614