كان المال له، وإن عمل به في معصيته فقد قواه بذلك المال حتى عمل فيه بمعصية الله. والحسرة: هي أشد الندامة والاغتمام على ما فات، ولا يمكن ارتجاعه.
ومنه قوله تعالى: (يا حسرتنا على ما فرطنا في جنب الله) [6 / 31].
قوله: (وأنذرهم يوم الحسرة) [19 / 39] الآية. قال: ينادي مناد من عند الله، وذلك بعد ما صار أهل الجنة في الجنة وأهل النار في النار: يا أهل الجنة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟ فيقولون: لا. فيؤتى بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ثم ينادون جميعا: أشرفوا وانظروا إلى الموت، فيشرفون وينظرون ثم يأمر الله به فيذبح، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت أبدا ويا أهل النار خلود فلا موت أبدا (1).
وفي حديث علي عليه السلام يا لها حسرة على ذي غفلة (2) قال بعض الشارحين: حسرة نصب على التمييز للمتعجب منه المدعو واللام في لها للاستغاثة، كأنه قال يا للحسرة على الغافلين ما أكثرك. وقيل لام الجر فتحت لدخولها على الضمير، فالمنادى محذوف أي يا قوم أدعوكم لها حسرة.
وفي حديث الوضوء فحسر عن ذراعيه " أي كشف عنهما.
والانحسار: الانكشاف، ومنه حسرت المرأة عن ذراعها من باب ضرب كشفته.
ومنه حسرت العمامة عن رأسي والثوب عن بدني والإزار عن فخدي.
وفي الحديث أدعوا الله ولا تستحسروا أي لا تملوا، وهو استفعال من حسر إذا أعيا وتعب.
ومنه غير مستكبر ولا مستحسر في حديث الركوع، أي لا أجد في الركوع تعبا ولا كللا ولا مشقة بل أجد راحة ولذاذة.
والتحسر: التلهف.
وفي الحديث ذكر وادي محسر بكسر السين وتشديدها، وهو واد معترض