مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٤٢٧
وأمنهم جاز ذلك على جميع المسلمين ولا ينقض عليهم جواره.
ومنه قوله عليه السلام " لا تجار حرمة إلا باذن أهلها " والحرمة المرأة.
وفي الدعاء " عز جارك " أي المستجير بك.
و " يستجيروا بك " أي يطلبون الإجارة.
وفي الحديث " أيما رجل نظر إلى رجل من المشركين فهو جار حتى يسمع كلام الله " أي في أمن لا يظلم ولا يؤذى.
وجار في حكمه يجور جورا: ظلم.
والجور: هو الميل عن القصد.
ومنه " جار عن الطريق " أي مال عنه.
ومنه " الحاكم الجائر " أي المائل عن طريق الهدى.
وفي الحديث " لا أعلم أن في هذا الزمان جهاد إلا الحج والعمرة والجوار " وفسرت بالاعتكاف كما صرح به ابن الأثير في النهاية.
ومنه " فلما قضيت جواري " أي اعتكافي.
والجوار بالكسر: أن تعطي الرجل ذمة فيكون بها جارك.
والجارة: الضرة، قيل لها جارة استكراها للفظ الضرة.
ومن أمثال العرب " إياك أعني واسمعي يا جارة " قيل أول من قال ذلك سهل بن مالك الفزاري، وذلك أنه خرج فمر ببعض أحياء طي فسأل عن سيد الحي فقيل هو حارثة بن لام الطائي، فأم رحله فلم يصبه شاهدا، فقالت له أخته: أنزل في الرحب والسعة، فنزل فأكرمته وألطفته، ثم خرجت من خباء فرآها أجمل أهل زمانها فوقع في نفسه منها شئ فجعل لا يدري كيف يرسل إليها ولا ما يوافقها من ذلك، فجلس بفناء الخباء وهي تسمع كلامه فجعل ينشد.
يا أخت خير البدو والحضارة كيف ترين في فتى فزاره أصبح يهوى حرة معطاره إياك أعني واسمعي يا جاره فلما سمعت قوله علمت أنه إياها يعني، فضرب مثلا (1).
ومنه قوله عليه السلام " نزل القرآن

(1) النظر الفاخر في الأمثال ص 159.
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614