مجمع البحرين - الشيخ الطريحي - ج ١ - الصفحة ٣١٩
وهو الارشاد إلى معرفة ذات الله تعالى وتقديسه، أو معرفة صفائه وأسمائه، أو معرفة أفعاله وسننه في عباده، ولما اشتملت سورة الاخلاص على أحد هذه الأقسام الثلاثة - وهو التقديس - وازنها رسول الله صلى الله عليه وآله بثلث القرآن، لان منتهى التقديس أن يكون واحدا في ثلاثة أمور لا يكون حاصلا منه من هو من نوعه وشبهه، ودل عليه قوله (لم يلد)، ولا يكون هو حاصلا ممن هو نظيره وشبهه ودل عليه قوله (ولم يولد)، ولا يكون في درجته من هو مثله وإن لم يكن أصلا ولا فرعا ودل عليه بقوله (ولم يكن له كفؤا أحد). ويجمع جميع ذلك قوله (قل هو الله أحد).
وذكر في المجمع أن القرآن قصص قصص وأحكام وصفات الله تعالى، وقل هو الله أحد متمحض للصفات، وقيل ثوابها بقدر ثواب ثلثه بغير تضعيف، وعليه فيلزم من تكريرها استيعاب القرآن وختمه. وعن بعض الأفاضل وجه آخر حاصله: إن مقاصد القرآن الكريم لما كانت ترجع عند التحقيق إلى ثلاثة معان - معرفة الله ومعرفة السعادة والشقاوة الأخروية والعلم بما يوصل إلى السعادة ويبعد عن الشقاوة - وسورة الاخلاص تشتمل على الأصل الأول وهو معرفة الله تعالى وتوحيده وتنزيهه عن مشابهة الخلق بالعبودية ونفي الأصل والفرع والكفؤ، كما سميت الفاتحة أم القرآن لاشتمالها على تلك الأصول الثلاثة عادلت هذه السورة ثلث القرآن لاشتمالها على واحد من تلك الأصول.
وفي الحديث: " ضل أصحاب الثلاثة " (1) وقد سبق تفسيرها في " بوب ".
وفي حديث من سأله (ع): " ما حال عمار؟ قال: رحمه الله بايع وقتل شهيدا.
ثم قال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات " (2) قيل بما أريد بالثلاثة الثلاثة، وربما احتمل أن يراد بالثلاثة علي (ع)، ومؤمن آل فرعون حيث قيل كان ملازما لفرعون مائة سنة وهو كاتم إيمانه وقتل صلبا، ومؤمن آل ياسين حيث قيل إن قومه توطؤه حتى خرج إحليله من دبره.

(1) انظر هذا الكتاب ج 2 ص 10. (2) رجال الكشي ص 32.
(٣١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 314 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب الف 21
2 باب ب 145
3 باب ت 278
4 باب ث 305
5 باب ج 337
6 باب ح 438
7 باب خ 614