قوله: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة) [7 / 142] قيل هي شهر ذي القعدة (وأتممناها بعشر) من ذي الحجة.
قوله: (سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم) [18 / 22] الآية. قال الشيخ أبو علي كان السيد والعاقب وأصحابهما من نصارى نجران عند النبي، فجرى ذكر أهل الكهف فقال السيد كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم وكان السيد يعقوبيا، وقال العاقب كانوا خمسة وسادسهم كلبهم، وقال المسلمون سبعة وثامنهم كلبهم، فحقق الله قول المسلمين وصدقهم بعد قوله (رجما بالغيب) قال بعضهم: وهذه تسمى واو الثمانية، وذلك أن العرب يقول اثنين ثلاثة أربعة خمسة ستة سبعة وثمانية، لان العقد كان عندهم سبعة كما هو اليوم عندنا عشرة، ونظيره قوله تعالى: (التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر) وقوله تعالى لأزواج النبي صلى الله عليه وآله:
(عسى ربه إن طلقكن أن يبد له أزواجا خيرا منكن مسلمات) إلى قوله (وأبكارا) وقال بعضهم: هي واو الحكى فكأن الله تعالى حكى اختلافهم فتم الكلام عند قوله (ويقولون سبعة) ثم حكى أن ثامنهم كلبهم، والثامن لا يكون إلا بعد السبع، فهذا تحقيق قول المسلمين.
قوله: (أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع) [35 / 1] فثلاث غير منصرف للعدل والصفة، لأنه عدل من ثلاثة إلى ثلاث ومثلث، وهو صفة لأنك تقول " مررت بقوم مثنى وثلاث " كما تقول " أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع " فوصف به. قال الجوهري: وهذا قول سيبويه.
قال: وقال غيره إنما لم ينصرف لتكرر العدل فيه في اللفظ والمعنى، لأنه عدل عن لفظ اثنين إلى لفظ مثنى وثناء. وعن معنى اثنين إلى معنى اثنين اثنين، لأنك تقول " جاءت الخيل مثنى والمعنى اثنين اثنين " أي جاؤوا مزدوجين، وكذلك جميع معدول العدد.
وفي الحديث: " قل هو الله أحد ثلث القرآن " (1) قيل في توجيه ذلك لان القرآن العزيز لا يتجاوز ثلاثة أقسام