يبدله من جهل ".
وقوله (ع): " ما بدا لله في شئ إلا كان في علمه قبل أن يبدو له ".
وقد تكثرت الأحاديث من الفريقين في البداء، مثل: " ما عظم الله بمثل البداء " (1) وقوله: " ما بعث الله نبيا حتى يقر له بالبداء " (2) أي يقر له بقضاء مجدد في كل يوم بحسب مصالح العباد لم يكن ظاهرا عندهم، وكأن الاقرار عليهم بذلك للرد على من زعم أنه تعالى فرغ من الامر، وهم اليهود، لأنهم يقولون:
" إن الله عالم في الأزل بمقتضيات الأشياء فقد ركل شئ على وفق علمه ".
وفي الخبر: " الأقرع والأبرص والأعمى بدا لله عز وجل أن يبتليهم " أي قضى بذلك، وهو معنى البداء هاهنا لان القضاء سابق.
ومثله في اليهود: " بدا لله أن يبتليهم " أي ظهر له إرادة وقضاء مجدد بذلك عند المخلوقين.
وفي حديث الصادق (ع): " ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل ابني " يعني ما ظهر له سبحانه أمر في شئ كما ظهر له في إسماعيل ابني، إذ اخترمه قبلي ليعلم أنه ليس بامام بعدي - كذا قرره الصدوق (ره).
وفي حديث العالم (ع): " المبرم من المفعولات ذوات الأجسام المدركات بالحواس من ذوي لون وريح ووزن وكيل، وما دب ودرج من إنس وجن وطير وسباع وغير ذلك مما يدرك بالحواس فلله تبارك وتعالى فيه البداء مما لا عين له، فإذا وقع العين المفهوم المدرك فلا بداء والله يفعل ما يشاء ". وفيه من توضيح معنى البداء ما لا يخفى (3).