(لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم) أي (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) من نعيم الدنيا، (ولا تفرحوا بما آتيكم) الله عز وجل، يعني إذا علمتم أن كل شئ مقدر مكتوب قل حزنكم على الفائت وفرحكم على الآتي، وكذا إذا علمتم أن شيئا منه لا يبقى لم تهتموا لاجله واهتممتم لأمور الآخرة التي تدوم ولا تبيد.
قوله: (إنا برءاء منكم ومما تعبدون) برءاء - بالضم - أي بريئون، وقرئ " براء " بالفتح وزن " سلام " (1).
قوله: (براءة من الله) أي هذه الآيات براءة و " من " لابتداء الغاية.
قال الشيخ أبو علي (ره): أجمع المفسرون على أن رسول الله صلى الله عليه وآله حين نزلت براءة دفعها إلى أبي بكر ثم أخذها منه ودفعها إلى علي (ع) وان اختلفوا في تفصيله. (2) قوله تعالى: (أولئك هم خير البرية) أي هم خير الخلق، من " برأ الله الخلق " أي خلقهم، فتركت همزتها، ومنهم من يجعلها من " البرء " وهو التراب لخلق آدم منه.
قال الشيخ أبو علي (ره): قرأ نافع وزكوان البرأة مهموزا والباقون بغير همز، والمعنى: أولئك هم خير الخليقة، قال:
وروي مرفوعا إلى يزيد بن شراحيل الأنصاري كاتب علي (ع) قال: " سمعت عن علي (ع) قال: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي ألم تسمع قوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) وهم شيعتك وموعدي وموعدك الحوض إذا اجتمعت الأمم للحساب، يدعون غرا محجلين "، وعن ابن عباس في قوله تعالى: (أولئك هم خير البرية) قال:
" نزلت في علي (ع) وأهل بيته ".
قوله: (وما أبرئ نفسي) الآية