فأطالوا، فقام رسول الله ليخرجوا، فطاف بالحجرات ورجع فإذا الثلاثة جلوس مكانهم، وكان صلى الله عليه وآله شديد الحياء فتولى عنهم، فلما رأوه متوليا خرجوا، فنزلت الآية " (1).
قوله تعالى: (ألم يأن للذين آمنوا) من أنى الامر: إذا جاء أناه، أي وقته، والمعنى: ألم يحن للمؤمنين أن تلين قلوبهم، أي ألم يأت وقت ذلك.
قوله تعالى: (وبين حميم آن) أي ساخن منتهى الحرارة، من قولهم:
" أنى الماء " إذا سخن وانتهى حره.
ومنه: (عين آنية) أي قد انتهى حرها. وفي تفسير علي بن إبراهيم (ره):
أي لها أنين من شدة حرها (2).
و " تأنى له في الامر " ترفق وتنظر، والاسم " الأناة " كقناة - قاله الجوهري وغيره (3).
وفى الحديث: " والرأي مع الأناة " وذلك لأنها مظنة الفكر في الاهتداء إلى وجوه المصالح.
و " الاناء " معروف، وجمعه الآنية (4) وجمع الآنية أواني، مثل سقاء وأسقية وأساقي.
أ ه ب في حديث الميت: لا يفدح في قبره حتى يأخذ أهبته (5) أي عدته، يقال:
تأهب للشئ: إستعد له، وجمع الأهبة " أهب " كغرفة وغرف.
و " المتأهب للشئ " المستعد له.
و " أهبة الحرب " التهابه.