القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٦
من أن فاعلا في صفات المذكر لا يجمع على فواعل كما هو في محله (بالكرم) أي الفضل (الممادى) الدائم والمستمر البالغ الغاية وفى بعض النسخ المتمادي بزيادة التاء وهو الظاهر في الدراية لشيوع تمادى على الامر إذا دام واستمر دون مادي وان أثبته الأكثرون والأولى هي الموجودة في النسخة الرسولية (ومجرى) من الجري وهو المر السريع أي مسيل (الأوداء) جمع واد والمراد ماؤه مجازا ثم المراد الاحسانات والتفضيلات فهو من المجاز على المجاز ثم ذكر العين في قوله (من العين العطاء) ترشيحا للمجاز الأول واستقلالا وللثاني تبعا ومثل هذا المجاز قلما يوجد الا في كلام البلغاء والعطاء بالمد والقصر نولك السمح وما يعطى كما سيأتي إن شاء الله تعالى (لكل صادى) أي عطشان والمراد هنا مطلق المحتاج إليها والمشتاق إليها قال شيخنا وفى الفقرة ترصيع السجع (باعث) تجوز فيه الأوجه الثلاثة والاستئناف أولى في المقام لعظم هذا النعمة أي مرسل (النبي الهادي) أي المرشد لعباد الله بدعائهم إليه وتعريفهم طريق نجاتهم (مفحما) أي حالة كونه معجزا (باللسان الضادي) أي العربي لان الضاد من الحروف الخاصة بلغات العرب يقول كاتبه نصر سيأتي في كلامه أيضا في دكنكص أن الصاد ليست في لغة غير العرب لكن يعازضه وجودها في الفارسية فد المائة صد كما ذكره هناك (كل مضادى) أي مخالف ومعاند ومعارض من ضاداه لغة في ضاده وضبط ابن الشحنة والقرافى بالصاد المهملة فيهما فالصادى من صاداه إذا داجاه وداره وساتره والمصادى من صده يصده إذ منعه والمصادى المعارض ويخالفان النقل الصحيح المأخوذ عن الثقات مع أن في الثاني خطا بين بابى المعتل والمضاعف كما هو ظاهر وبين الضادى والمضادى جناس كما هو بين مفحما و (مفخما) أي وحالة كونه معظما ومبجلا جزيل المنطق (لا تشينه) أي لا تعيبه مع فخامته وحسن كلامه صلى الله عليه وسلم (الهجنة) قبح الكلام (واللكنة) العجز عن إقامة العربية لعجمة اللسان (والضوادى) الكلام القبيح أو ما يتعلل به والمعنى أي لا يلحقه صلى الله عليه وسلم شئ مما ذكر ولا يتصف به وقد تقدم في المقدمة أنا أفصح من نطق بالضاد بيد أنى من قريش الحدى وتقدم أيضا بيان أفصحيته صلى الله عليه وسلم وتعجب الصحابة رضوان الله عليهم منه وفيه مع ما قبلة نوع من الجناس قال شيخنا وهذه اللفظة مما استدركه المؤلف على الجوهري ولم يعرف له مفرد (قوله مفخما) حال ثانية بدون واو وإن كان كلام مرتضى وكتابته بالواو الحمراء قبل مفخما يوهم أن فيه واوا وقوله اللكنة قال المناوي هي بالضم عجمة في اللسان وعى وثقل فيه يقال رجل ألكن وقوم لكن وقد تلاكن الرجل إذا أرى من نفسه اللكنة ليضحك الناس وقيل الألكن الذي لا يفصح بالعربية (محمد) قال ابن القيم هو علم وصفة اجتمعا في حقه صلى الله عليه وسلم وعلم محض في حق من تسمى به غيره وهذا شأن أسمائه تعالى وأسماء نبيه صلى الله عليه عليه وسلم فهي أعلام دالة على معان هي أوصاف مدح وهو أعظم أسمائه صلى الله عليه وسلم وأشرفها وأشهرها لانبائه عن كمال الحمد المنبئ عن كمال ذاته فهو المحمود مرة بعد مرة عند الله وعند الملائكة وعند الجن والإنس وأل السماوات والأرض وأمته الحامدون وبيده لواء الحمد ويقوم المقام المحمود يوم القيامة يحمده فيه الأولون والآخرون فهو عليه الصلاة والسلام الحائز لمعاني الحمد مطلقا وقد ألف في هذا الاسم المبارك وبيان أسراره وأتوتره شيخ مشايخنا الامام شرف الدين أبو عبد الله محمد بن محمد الخليلي الشافعي نزيل المقدس كراسة لطيفة فراجعها اه مرتضى وأوله في الحاشية لشيخه ابن الطيب رحمهما الله تعالى (خير) أي أفضل وأشرف (من حضر) أي شهد (النوادي) أي المجالس مطلقا أو خاص بمجالس النهار أو المجلس ما داموا مجتمعين فيه كما سيأتي إن شاء الله تعالى (وأفصح) أي أكثر فصاحة من كل (من ركب) أي علا واستوى (الخوادى) هي الإبل المسرعة
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»