القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٩
من السحب المملوأة بالماء بالتبخير ففيه استعارة تبعية شبه تصعيد الشمس المياه بالتبخير من موادها وأخذها منها بالترشيف فأجرى الاستعارة بينها ثم بواسطة ذلك أجراها بين الفعلين ولما كان التبخير وما يتبعه بشعاع الشمس وتسخينها نسبه إليها وقيل المراد بالرضاب هنا الندى على الشجر والكظام فم الوادي الذي يخرج منه الماء والجل بجيم مفتوحة أو مضمومة الياسمسن والورد والجادى نوع من الزهر والمعنى ما ظهرت دارت الشمس فامتصت الندى من أفواه هذه الأزهار اه (من كظام) متعلق برشفت وهو بالضم جمع كظم محركة وهو الحلق أو الفم ومنهم من فسره بأفواه الوادي والآبار المتقارب بعضها بعضا وقيل الكظامة فم الوادي الذي يخرج منه الماء وليس في الكلام ما يدل على الأودية والآبار ولا على تقارب بعضها بعضا كما فسروه لا حقيقة ولا مجازا ولا رمزا ولا كناية وفى النسخ كظام الشئ مبدؤه والصحيح ما أشرنا إليه (الجل) بالضم كذا هو مضبوط في نسخة شيخنا الامام رضى الدين المزجاجي قيل معناه معظم الشئ وهذا ليس بشئ بل الجل بالضم ويفتح كما يأتي الياسمين والورد أبيضه وأحمره وأصفره والواحدة بهاء وكأن اللفظة معربة عن الكاف الفارسية ومعناه عندهم الزهر مطلقا من أي شجر ويصرف غالبا في الاطلاق عندهم إلى هذا الورد المعروف بأنواعه الثلاثة الأحمر والأبيض والأصفر (والجادى) قال قاضى كجرات هو طالب المطر عشفا على الطفاوة أي وما أخذ الجادى الماء من السحاب وقيل هو الخمر عطف على رضاب ولا يخفى أن فيما ذكر من المعنيين تكلفا والصحيح أنه نوع من الزهر كالنرجس والياسمين وهو المناسب ومن قال إنه عطف تفسير لما قبله فقد أخطأ فان الجل انما يطلق على الياسمين والورد فقط كما قدمنا ثم إن الذي تقدم آنفا مقرونا بالعبهر معناه الزعفران لا غير فلا تكون اعادته هنا لايضاح أو غير ذلك كما وهم فيه بعض الشراح لاختلاف المعنيين قال شيخنا وفى رشفت الاستعارة بالتبعية لوجود الفعل وهو مشتق ويجوز أن تكون بالكناية كأنشبت المنية أظفارها وأن تكون استعارة تصريحية فإذا اتضح ذلك عرفت أن الرضاب الذي هو الرق شبه به الطل والشمس الذي هو معنى الطفاوة شبه بشخص مرتشف لذلك الريق وجعل له أفواها وثغورا هي كظام الجل والجادى هما الورد والنرجس والياسمين وإن كان تشبيهها بالاقاح أكثر دورانا كما قال الشاعر بكر إلى اللذات واركب لها * سوابق الخيل ذوات المراح - من قبل ان ترشف شمس الضحى * ريق الغوادي من ثغور الاقاح (وبعد) كلمة يفصل بها بين الكلامين عند إرادة الانتقال من كلام إلى غيره وهى من الظروف قيل زمانية وقيل مكانية وعامله محذوف قاله الدماميني والتقدير وأقول بعد ما تقدم من الحمد والصلاة والتسليم على نبيه العظيم (فان) بالفاء اما على توهم أما أو على تقديرها في نظم الكلام وقيل إنها لاجراء الظرف مجرى الشرط وقيل إنها عاطفة وقيل زائدة اه مرتضى وعبارة المناوي أي وبعد فراغ زمن الحمد والصلاة والسلام وما استتبع ذلك من الكلام أقول فان الخ فحذف المضاف إليه لكونه معلوما بنى على الضم والفاء بعد زائدة على توهم أما اشعارا بلزوم ما بعدها لما قبلها أو على تقديرها في نظم الكلام والأصل أما بعد فعوضت الواو عنها اختصار الدلالة الفاء عليها وأتى بها المؤلف اقتداء بالنبي وصحبه فقد كانوا يأتون بأصلها في خطبهم فهي سنة قيل وأول من قالها داود ورجح ما اعترض بأنه لم يثبت عنه تكلم بغير لغته ويجاب بان من حفظ حجة على من لم يحفظ وهى للانتقال من مهيع إلى آخر ويمتنع الاتيان بها أول الكلام اه فان (للعلم) الشرعي وآلاتة أي ما أخذ من الشرع أو تئقف عليه توقف وجود كالكلام أو كمال كالنحو والمنطق إذ هو نحو المعاني كما أن النحو ميزان الالفاط والمباني فنسبته إلى المعنى كنسبة النحو إلى اللفظ والمبنى والعروض للقريض (رياضا) جمع روضة وهى الموضع المحتف
(٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 ... » »»