القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٢
بسم الله الرحمن الرحيم هذه تقييدات على ديباجة القاموس جمعها كاتبها الفقير نصر الهوريني من شرحي العلامة المناوي والسيد مرتضى ورأيت عليها نحو خمسة كراريس صغار للقرافي سماها القول المأنوس بشرح مغلق القاموس وأما شرح عيسى بن عبد الرحيم الكجراتي قاضى كجرات فلم أسمع به الا من شرح مرتضى وأما ابن الطيب فقد بلغت كتابته عليها أربعة عشر كراسا من ضمن الحاشية على القاموس البالغة ثلاثة مجلدات كل مجلد ستون كراسا ثم رأيت شرح الكجراتي على الخطبة في خزانة السادات وهو على الخطبة فقط نحو خمسة كراريس صغرا قال العلامة المناوي في شرحه على القاموس بعد ما تكلم على البسملة والحمد بما قاله ما نصه والكلام في التسمية والتحميد طويل الذيول متسع جدا مفرد بالرسائل قد قررنا مقاصده بأوجز عبارة في شرحي البهجة والجامع بما فيه غتية وبلاغ قال بعض أعاظم المحققين والتحقيق ان تسمية هذه الكلمات الجامعة بالتسمية تسمية بالجزء الأشرف كتسمية الحكمة الباحثة عن الموجود من حيث هو بالإلهي مع أن الإلهي حقيقة فيما يبحث عن الربوبية ومباحث الامكان والامتناع والقدم والحدوث والوحدة والكثرة وغيرها على منهاج التغليب ولو سلم أن البسملة حقيقية عبارة عن المجموع لكن القصد منا التيمن بالاسم فحسب لاأداء الحمد بقرينة المقابلة ولا يقدح اكتفاء بعض الجلة الأكابر كالمزني والبخاري بالبسمل لما أن الحمد في أوائل الكتب كشكر لكونه في مقابلة النعمة الواصلة الحاصلة فيمكن أي يكتفى بالقول والاعتقاد ولا تعمل بالاركن هذا وقد أفصح بهذا الكلام الحميد المجد عن اختصاص جنس الحمد بذاته متصفا بالجلال والجمال والكمال ردا على الفلاسفة وبعض تابعيهم من أهل لاعتزال وأيدانا بأن جميع المحامد راجعة إليه بوسط أو بغيره فلا تأثير لقدرة العبد بناء على مسألة خلق الأفعلا ولا يلزم علينا سلب الاختيار عن العبد لحمل ذلك على التأثير التام بمعنى ان لقدرة العبد دخلا في الجملة لكن الاقدار منه تعالى والكلام في التسمية والتحميد إلى آخر ما سبق ذكره ولما كان دأب البلغاء الاعتناء والاهتمام بالابتداء ببراعة الاستهلال وهى كون المطلع مناسبا للمقصود وجاريا على البلاغة العظمى أتى في غرة كلامه بما يفهم أن كتابه في علم اللغة فقال (منطق البلغاء) أي مانح الفصحاء ملكة يقتدرون بها على النطق (باللغى) جمع لغة من لغ بالشئ لهج به ولغوت بكذا لفظت وتكلمت به حذفت اللام وعوض عنها الهاء وأصلها لغوة بالضم كغرفة واللغة في تعارف حملة الشريعة عباره عم حفظ من كلام العرب الخلص ونقل عنهم من الألفاظ الدالة على المعاني وأما تفسيرها هنا بأنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم فغير مراد لان المطلوب هنا تعريف اللغة الواقعة في كلام المؤلف وهى لغة العرب البلغاء لا مطلق اللغة وهذا تفسير لمطلق اللغة وليس الكلام فيه اه ثم قال والبلغاء جمع بليغ وهو الفصيح الطلق اللسان والبلاغة في المتكلم ملكة يقتدر بها على تأليف كلام بليغ وفى الكلام مطابقة لمقتضى الحال والمراد بالحال الامر الداعي إلى التكلم على وجه مخصوص مع فصاحة الكلم وقال الراغب البلاغة تقال على وجهين أحدهما أن يكون بذاته بليغا وذلك يجمع ثلاثة أوصاف صوابا في موضع لغته وطبقا للمعنى المقصود به وصدقا في نفسه باخترام وصف منها يكون ناقصا في البلاغة وثانيهما أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له وهو أن يقصد القائل به أمر اما فيورده على وجه حقيق أن يقبله المقول له والنطق في التعارف لأصوات المقطعة التي يظهرها اللسان وتعيها الآذان ولا يكاد يقال إلا للانسان ولا يقال لغيره الا تبعا كالناطق والصامت فيراد بالناطق ما له صوت وبالصامت خلافه ولا يقال للحيوان ناطق لا مقيد وا تشبيها والمنطقيون يسمون القوة التي بها النطق نطقا وإياها عنوا حتى حدوا الانسان بأنه
(٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»