القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٥
كقوله شكوت وما الشكوى لمثلي عادة * ولكن تفيض الكاس عند امتلائها قال الزمخشري ومن المجاز فياض وفيض جواد وفاض الخير فيهم كثر اه قال المناوي وعلى منهاج أهل التصوف حياهم الله وبياهم فلك أن تقول معناه انه منزل الفيوض السبحانية المتواترة بالغدو والآصال المعبر بهما عن الدوام والاسترسال على قبل من سبقت ل العناية الرحمانية من طالبي جدواه أي أفضاله بإفاضته عليهم من بحر جوده الذي لا تنقصه العطايا فيحدث له ذلك الفيض ملكة يقتدر بها على تأليف مثل هذا الكتاب الذي يتحير في ابداعه كل باسل نحرير حتى يرجع إليه البصر خاسئا وهو حسير فهو رمز إلى أنه مجرد فتح سبحاني على ذلك العالم الرباني تعجز عنه الأسود الضاربة والجهابذة الفائقة المتناهية والفيض عندهم رضي الله عنهم فيض أقدس وفيض مقدس عبارة عن التجلي الذاتي الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية صم العينية والمقدس عبارة عن التجليات الأسمائية الموجبة لظهور ما تقتضيه استعدادات تلك الأعيان في الخارج والثاني مرتب على الأول فيه تحصل الأعيان الثانية واستعداداتها الأصلية في العلم وبالثاني تحصل تلك الأعيان في الخارج مع لوازمها وتوابعها والأيادي عندهم عبارة عن أسماء الله المتقابلة كالفاعلية والقابلية ولهذا وبخ إبليس بقوله سبحانه ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ولما كانت الحضرة الأسمائية مجمع الحضرتين الوجود والامكان قال بعضهم ان اليدين حضرتا الوجود والامكان قال الراغب ويسمى الفيض الإلهي جدا قال تعال وأنه تعلى جد ربنا أي فيضه وقيل عظمته وهو يرجع إلى الأول واضافته إليه على منهج اختصاصه بملكه انتهى وبه يعرف حسن صنيع المؤلف حيث ذكر المجتدى والجادى مع الفيض اه (بالروائح) جمع رائحة وهى المطرة التي تكون عشية (والغوادي) جمع غادية وهى المطرة التي تكون غدوة والباء اما سببية أو ظرفية والمراد بالروائح والغوادي اما الأمطار أي مفيض النعم بسببها لمن يطلبها أو مفيضها فيها لان الأمطار ظروف للنعم أو أن المراد بهما عموم الأوقات فالباء اذن ظرفية وانما خص تلك الأوقات جريا على الغالب (للمجتدى) أي طالب الجدوى أي السائل والجدوى والجدا العطية (والجادى) المعطى ويأتي بمعنى السائل أيضا فهو من الأضداد قال شيخنا ولم يذكره المؤلف وقد ذكره أبو علي القالي في كتاب المقصور والممدود وبين الجادى والجادى الجناس التام وبينه وبين المجتدى جناس الاشتقاق وفى بعض النسخ المجتدى بالحاء المهملة وهو تحريف (وناقع) أي مروى ومزيل وواقع بالري يقال نقع الماء غلته ونقع من الماء وبالماء روى (غلة) بالضم أي ظما وعطش (الصوادى) جمع صادية وهى العطشى والمراد بالغلة مطلق الحرارة من باب التجريد وفسرها الأكثرون بالنخيل الطوال لكن المقام مقام العموم كما لا يخفى قاله شيخنا (بالأهاضيب) بالأمطار الغزيرة أوهى مطلق الأمطار (والثوادي) صفتها أي العظيمة الكثيرة الماء أو من باب التجريد ويقال مطرة ثدياء أي عظيمة غزيرة الماء وفسر المؤلف في مادة ث د ى انها جمع ثادية اما من ثدي بالكسر أو من ثداه إذا بله وهما بعيدان عن المعنى المراد وقيل إنه من المهموز العين والدال المهملة لام له كأنه جمع ثأداؤ كصحراء وصحارى وفى بعض نسخ بالنون وهو خطأ عقلا ونقال اه مرتضى (ودافع) أي صارف ومزيل (معرة) بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الراء بوزن مبرة أي أذى (العوادي) جمع عادية من العدوان وهو الظلم والمراد بها هنا السنون المجدبة على التسبيه وهذا المعنى هو الذي يناسبه سياق الكلام وسباقه وأما جعله جمع عاد أو عادية بمعنى جماعة القوم يعدون للقتال أو أول من يحمل من الرجالة أو يجعله بمعنى ما يغرس من الكرم في أصول الشجر العظام أو بمعنى جماعة عادية أو ظالمة فيأباه الطبع السليم مع ما يرد على الأول
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»