القاموس المحيط - الفيروز آبادي - ج ١ - الصفحة ٤
أي تدل على المراد بالنصوص القرآنية المنزلة باللسان العربي والأحاديث النبوية والآثار السلفية المحتج بها في كل مضيق الواردة على لسان الصدر الأول الذين هم حملة الشريعة ونقلة الدين على التحقيق فلا سبيل إلى انتهاج هذه المسالك الا بخوض غمرة علم اللغة العلى المقدار الرفيع المنار فممن سره ان يقذف به في دار البوار النار فليتكلم قبل اتقانه على شئ من الآيات والاخبار اه مناوى (ومخصص) أي مؤثر ومفضل (عروق) جمع عرق من كل شئ أصله (القيصوم) نبت طيب الريح ببلاد العرب وقال المناوي و (مخصص) بالتثقيل للمبالغة (عروق القيصوم) أي أصوله الممتدة في الأرض التي يتشعب منها وهو فيعول من نبت البادية مر المذاق طيب الرائحة مفتح منضج محلل ملطف ذو منافع لا تكاد تحصى وهو من خصائص أهل البدو حتى أنه يقال فلان يمضغ القيصئم لمن خلصت بدويته وتمحضت عربيته والتخصيص كما في المصباح وغيره جعل الشئ لشئ معين دون غيره وفى المفردات هو تفرد بعض الشئ بما لا يشارك فيه الجملة اه (و) مخصص (غضى) مقصور وهو شجر عربي مشهور (القصيم) جمع قصيمة رملة تنبت تنبت الغضى قال المناوي الغضى شجر خشبه أصلب الخشب ولهذا كان فحمه أصلب من كل فحم والقصيم رملة تنبته فأضاف النابت إلى المنبت ووقع في بعض نسخ اعجام الصاد المهملة من القصيم وهو تصحيف (بما) أي بالسر والتخصيص الذي (لم ينله) أي لم يعطه من النوال أو لم يصبه بسر وخصوص ولم يظفر به (العبهر) كجوهر النرجس أو الياسمين أو الممتلئ الجسم الناعم الأبيض الجامع للمحاسن هذا وما قبله كلام المناوي ومرتضى قال نبت طيب مشهور اه (والجادى) بالجيم الزعفران نسبة إلى الجادية قرية بالبلقاء والياء مشددة خففت لمراعاة القوافي قال الزمخشري في الأساس سمعت من يقول أرض البلقاء أرض الزعفران والمعنى أن الله تعالى خصص النباتات البدوية كالغضى والقيصوم والشيح مع كونها مبتذلة بأسرار ودقائق لم توجد في النباتات الحضرية المعظمة المعدة للشم والنظر كالنرجس والياسمين والزعفران وفى ضمن هذا الكلام تخصيص العرب بالفصاحة والبلاغة واقتضى ان في عروق رعى أرضهم وخصب زمانهم من النفع والخاصية ما لم يكن في فاخر مشمومات غيرهم وهو الظاهر وفى نسخة ميرزا على الشيرازي الخادى بالخاء المعجمة وهو غلظ وفسره قاضى الأقضية بناحية كجرات بالمسترخى فأخطأ في تفسيره وانما هو الخاذى بمعجمتين ولا يناسب هنا لمخالفته سائر الفقر وكذا تفسيره العبهر بالممتلئ الجسم الناعم لبعده عن مغزى المراد وقاضي الأقضية هو عيسى بن عبد الرحيم الكجراتي شرح الخطبة وكان قاضيا في كجرات فتارة يعبر عنه الشارح بقاضي الأقضية بكجرات وتارة بقاضي كجرات وتارة يقول شارح الخطبة عيسى قاضى كجرات فلا ترتبك في ذلك الاسم وبين القيصوم والقصيم جناس الاشتقاق ومراعاة النظر بين كل من النباتين اه مرتضى وعبارة المناوي وزعم بعض الشارحين انه أي الخادى بالخاء المعجمة وهو المسترخى البدن النحيل من خدا يخدو والمعنى على الأول انه سبحانه خصص نبات البوادي من نحو عروق القيصوم وشجر الغضى النابت في رمالها وهما من أقوات أهلها بخاصة سنية من البلاغة والفصاحة لم ينلها أعلى رياحين أهل الخضر وعلى ثاني انه تعالى خص ما ذكر من نبات أهل البوادي الذي هو طعامهم بخاصية عجيبة من الفصاحة استأثروا بها مع ما هم عليه من نحافة الأبدان وسمرة الألوان لم ينلها أهل الاتراف السمان الأجسام البيض الألوان المتنعمين في الأمصار بأكل الألوان وشم روائح الريحان وقد اقتصر على الثاني بعض أرباب البيان ولكل وجهة هو موليها (ومفيض الأيادي) جمع أيد جمع يد فهو جمع الجمع واليد أصل في الجارحة وتطلق بمعنى القوة لأنها بها وبعنى النعمة لأنها تناولها والمراد هنا الآلاء والنعم ومفيض من أفاض الماء ففاض وأفاض أيضا إذا جرى وكثر حتى ملأ جوانب مجراه وقال المناوي ان الفيض هنا من فيض الماء لكثرته
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»